Maathir Abrar
مآثر الأبرار
Genres
[ذكر خبر قثم وعبدالله ابني عبيد الله بن العباس]
وأما السيدان المذكوران فهما: قثم، وعبد الرحمن ابنا عبيد الله بن عباس -رضي الله عنهم-.
قال أهل السير: وفي سنة أربعين من الهجرة وجه معاوية بسر بن أرطأة[لعنهما الله] أحد بني عامر بن لؤي في ثلاثة آلاف مقاتل على السراة ونجران واليمن؛ فلما وصل مدينة النبي، وكان العامل بها لعلي أبو أيوب الأنصاري فخرج منها فارا، ودخلها بسر[بن أرطأة] وصعد منبرها، ولم يقاتله أحد، بل بايعوه لمعاوية، ثم بعث إلى بني سلمه: والله ما لكم عندي أمان ولا بيعة حتى تأتوني بجابر بن عبد الله فانطلق جابر إلى أم سلمة زوج النبي فقال لها: إني خشيت أن أقتل إن لم أبايع، وهذه بيعة ضلالة؛ فقالت له: أرى أن تبايع فقد أمرت ابني عمر بن أبي سلمة أن يبايع، وأمرت ختني ابن زمعة أن يبايع فأتى جابر بسرا فبايعه.
وهدم بسر دورا في المدينة، واستخلف أبا هريرة للصلاة، ثم مضى إلى مكة فخافه أبو موسى الأشعري أن يقتله.
قال : ما كنت لأفعل ذلك بصاحب رسول الله وخلى عنه، ثم مضى إلى اليمن، وكان العامل لعلي عليها عبيد الله بن العباس، فلما سمع بمجئ بسر استخلف على اليمن عبد الله بن عبد المدان الحارثي وفر هو إلى الكوفة؛ فجاء بسر إلى اليمن فقتل عبد الله بن عبد المدان وولده، ولقى في الطريق ثقل عبيد الله بن عباس وفيه ابنان له صغيران، وهما المذكوران؛ فقتلهما بسر.
Page 219