125

فإني بعثت إليكم عمارا أميرا، وعبد الله بن مسعود معلما ووزيرا، وهما من النجباء، من أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فاسمعوا لهما، واقتدوا بهما؛ فإني قد آثرتكم بعبد الله على نفسي.

قال ابن عبد البر: وإنما قال عمر: وهما من النجباء؛ لقوله : ((إنه لم يكن نبي إلا أعطي سبعة من أصحابه نجباء وزراء رفقاء، [فقال] وإني أعطيت أربعة عشر: حمزة، وجعفر، وأبا بكر، وعمر، وعليا، وحسنا، وحسينا، وعبد الله بن مسعود، وسلمان، وعمارا، وأبا ذر، وحذيفة، والمقداد، وبلالا)).

قال ابن عبد البر: وتواترت الأخبار عن النبي أنه قال: ((تقتل عمارا الفئة الباغية )). وهذا من إخباره بالغيب، وأعلام نبوته، وهو من أصح الأحاديث. انتهى.

وعن أبي سعيد الخدري قال: أمرنا رسول الله أن نقاتل الناكثين[الساكتين والماكثين] والقاسطين، والمارقين؛ فقلنا: يا رسول الله، مع من نقاتل؟ فقال: ((مع علي بن أبي طالب، معه يقتل عمار بن ياسر)).

قال في (النجم الثاقب) : هذا حديث صحيح، متفق على صحته، وقد تواترت الأخبار أن عمارا قتل يوم صفين في عسكر علي، ودفن بالرقة، وقبره يزار.

Page 217