119

قال: وأين يصاب؟ فقال: بأراك عرفات. قال: فركب عمر وعلي -رضى الله عنهما- سراعا إلى عرفات، فإذا هو قائم يصلي إلى شجرة، والإبل حوله ترعى، فشدا حماريهما، ثم أقبلا عليه، فقالا: السلام عليك ورحمة الله[وبركاته] ؛ فخفف أويس من الصلاة، ثم رد عليهما السلام؛ فقالا: من الرجل؟ فقال: راعي غنم وأجير قوم؛ فقالا: لا نسألك عن الرعاية، ولا عن الإجارة، ما اسمك؟ فقال : عبد الله. قالا: قد علمنا أن أهل السماوات والأرض عبيد الله، فما اسمك الذي سمتك به أمك؟

فقال: يا هذان، ما تريدان إلي؟ فقالا: وصف لنا محمدأويسا القرني، فقد عرفنا الصهوبة، والشهولة، وقد أخبرنا أن تحت منكبك الأيسر لمعة بيضاء؛ فأوضحها لنا فإن كانت بك؛ فأنت هو، فأوضح منكبه فإذا اللمعة؛ فابتدراه وقالا: نشهد أنك أويس القرني فاستغفر لنا يغفر الله لك؛ فقال: ما أخص باستغفاري نفسي، ولا أحدا من ولد آدم، ولكن من في البر والبحر من المؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، -يا هذان- فقد شهر الله لكما حالي، وعرفكما أمري، فمن أنتما؟

فقال علي-عليه السلام-: أما هذا فأمير المؤمنين[عمر لأنه في خلافته] وأما أنا فعلي بن أبي طالب؛ فاستوى أويس قائما، وقال: السلام عليكما ورحمة الله وبركاته فجزاكما الله عن هذه الأمة خيرا؛ فقالا: وأنت جزاك الله عن نفسك خيرا؛ فقال له عمر: مكانك -يرحمك الله- حتى أدخل مكة، فآتيك بنفقة وفضل كسوة من ثيابي، وهذا [المكان] ميعاد بيني وبينك.

Page 211