Maathir Abrar
مآثر الأبرار
Genres
ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالجهاز، وجد في سفره، وحض أهل الغنى على النفقة والحملان في سبيل الله؛ فحمل ناس من أهل الغنى وأحسنوا، وأنفق عثمان بن عفان في ذلك نفقة عظيمة، لم ينفق أحد مثلها، أنفق ألف دينار، فقال رسول الله: ((اللهم، ارض عنه فإني عنه راض)).
وجاء رجال من المسلمين، وهم البكاؤون وهم سبعة نفر من الأنصار وغيرهم، فاستحملوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكانوا أهل حاجة، فقال:{لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون}[التوبة:92]، وجاء المعذرون من الأعراب فاعتذروا إليه، فلم يعذرهم، وكان نفر من المسلمين أبطت بهم النية عن رسول الله حتى تخلفوا عنه من غير شك ولا ارتياب، وهم الثلاثة الذين تخلفوا كعب بن مالك ومرارة بن الربيع وهلال بن أمية وأبو خيثمة فأما أبو خيثمة فلحقه .
وأما الثلاثة الباقون فندموا، فلما رجع النبي ربطوا أنفسهم في المسجد، وقصتهم مشهورة.
ولأمير المؤمنين علي -عليه السلام- في هذه الغزوة قصة مشهورة قضت له بالفضل الذي ما فوقه فضل، وبالاستبداد بالنص بإمامته ما حاز به السبق والخصل وذلك ثابت فيما رواه الفقيه حميد المحلي في (محاسن الأزهار) وقد أخرجه البخاري، ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة رواه عنهم
في (كفاية الطالب).
قال: وأجمع المحدثون على صحته.
Page 202