Ma'alim al-Tawheed fi Fatiha al-Kitab
معالم التوحيد في فاتحة الكتاب
Publisher
دار المأثور
Edition Number
الثانية
Publication Year
١٤٤١ هـ - ٢٠٢٠ م
Publisher Location
دار الأمل
Genres
سلسلة الرسائل العلمية (١٢)
معالم التوحيد
في
فاتحة الكتاب
دراسة تحليلية موضوعية
تأليف الدكتور:
عرفة بن طنطاوي
أستاذ التفسير وعلوم القرآن للدراسات العليا
بالجامعة الإسلامية والمعهد العالي للأئمة والخطباء بمنيسوتا
1 / 1
بحوث ورسائل علمية جامعية (١)
الموسوعة البحثية التأصلية في
الدراسات القرآنية
معالم التوحيد
في
فاتحة الكتاب
(رسالة دكتوراه)
دراسة تحليلية موضوعية
تأليف الدكتور/ عرفة بن طنطاوي
أستاذ التفسير وعلوم القرآن للدراسات العليا
بالجامعة الإسلامية والمعهد العالي للأئمة والخطباء بمنيسوتا
دار المأثور … دار الأمل
1 / 3
أصل الكتاب
رسالة نال بها الباحث درجة
العالِمية (الدكتوراه)
في التفسير وعلوم القرآن
بدرجة
امتياز مع مرتبة الشرف الأولى
1 / 4
تنبيه
هذا كتاب مفيد قد حوى دُررَا … فيه معالم عن توحيد الله خُذ خبرَا
يا مَن يوحد الله فاحظ به … حتى تكون بِذَا القرآن مُدَّكِرَا
1 / 5
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (١) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٣) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (٥) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (٧)
1 / 6
ديباجة الكتاب
إنَّ الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله.
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٠٢)﴾ [آل عمران].
﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (١)﴾ [النساء].
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (٧٠) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (٧١)﴾ [الأحزاب: ٧٠ - ٧١].
أما بعد (^١):
فإنَّ شرف العلم من شرف المعلوم، وشرف كل علم بشرف متعلقه، وعلم التفسيرِ متعلق بأشرف كتاب ألا وهو كتاب الله تعالى، ولذا يُعَدُّ علمُ التفسيرِ من أجلّ العلوم بل ومن أشرفها وأبركها وأعلاها قدرًا وأزكاها، وأعظمها أثرًا ونفعًا، والبشرية عمومًا والأمة خصوصًا أكثر احتياجًا له على مرِّ العصور والأزمان؛ وذلك لمسيس الحاجة
_________
(^١) هذه هي خطبة الحاجة التي كان النبي ﷺ يعلمها أصحابه ﵃، وهي في الابتداء عامة، في خطبة النكاح، وغيرها، وهي مروية عن: ابن مسعود، وأبي موسى الأشعري، وابن عباس، وغيرهم ﵃.
أخرجها: أحمد، وأبو داود، والنسائي، والترمذي، وغيرهم. ولقد اخترت رواية عن ابن مسعود عند أحمد (٣٧٢٠ و٤١١٥)، وأبو داود (٢١١٨)، والنسائي في المجتبى (٣٢٧٧)، والطيالسي في المسند (٣٣٦)، وأبو يعلى في المسند (٥٢٣٣)، والحاكم في المستدرك (٢٧٤٤).
وتنظر مخرَّجة، تخريجًا علميًّا متقنًا، في جزء حديثي، باسم: «خطبة الحاجة» لفضيلة محدث الأمة: محمد ناصر الدين الألباني ﵀.
1 / 7
لفهم معاني آي التنزيل، وإيضاح غريب ومبهم القرآن، وبيان مقاصده وأحكامه، وبيان دلائل هداياته، والجواب عن تساؤلاته، وبيان مجمل معاني آياته.
وأهل العلم بتفسير القرآن نالوا شرفًا مرومًا، وعلوَّ قدرٍ وشأنٍ، ورفعةَ مكانةٍ، وسموَّ رتبةٍ.
إذْ جعلَهم اللهُ مرجعًا للعباد في الدلالة على إيضاح المراد من كلامه ﷾، وأيُّ شرف يعدل هذا الشرف؟
ولا شك أن هذا من أعظم الدوافع وأعظم المطالب الداعية للتنافس في بذل العمر النفيس والوقت الغالي العزيز لنيل أعظم المراتب وأشرف الأماني، وهذا مما يعين على البذل والتضحية في التنقيب والبحث في علم التفسير بعلو همة وإقبالِ نفسٍ لتحقيق تلك الرتب العالية، والفوز بالمكانة الرفيعة السامية، ونيل تلك المآرب الشريفة الغالية.
هذا مع ما يمنُّ الله به على مَن اشتغل بهذا العلم الشريف من التعلق بكتاب ربه وعمارة وقته وحياته به، وينزل الله عليه من السكينة والطمأنينة وشآبيب الرحمة، مع ما يورثه من انشراحٍ لصدره وطمأنينة لنفسه وتزكية لفؤاده وصلاح في معاشه، مع ما أعده له من جزيل عطائه وثوابه في معاده، هذا مع ما يعود نفعه لعباده ببيان وإيضاح معاني تأويل كتابه والكشف عن أسرار تنزيله وبيان معاني آياته.
قال سبحانه في شأن كتابه:
﴿قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (١٥) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (١٦)﴾ [المائدة: ١٥ - ١٦].
تلك هي الدوافع الداعية لخوض البحث والتنقيب عن معاني القرآن العظيم عمومًا، وبيان فضائل فاتحته خصوصًا، وإيضاح معانيها وتعلقها بأشرف وأعظم وأجل قضية ينبغي أن تبذل من أجلها الهمم العوالي والمهج الغوالي، ألا وهي قضية التوحيد
1 / 8
الذي هو حق الله على العبيد، فهي أعظم سورة في كتاب الله، وهي أم القرآن وهي السبع المثاني والقرآن العظيم، ما أُنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها.
وقد قال الله تعالى في شأنها:
﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (٨٧)﴾ [الحجر].
وقَالَ رَسُولُه اللَّهِ ﷺ عنها: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أُنْزِلَتْ فِي التَّوْرَاةِ وَلَا فِي الْإِنْجِيلِ وَلَا فِي الزَّبُورِ وَلَا فِي الفُرْقَانِ مِثْلُهَا، وَإِنَّهَا سَبْعٌ مِنَ المَثَانِي وَالقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُعْطِيتُهُ» (^١).
خطوات البحث:
أولًا-أهمية الموضوع وأسباب اختياره:
١ - بيان مكانة القرآن الكريم وعلو قدره عمومًا، وبيان مكانة وفضل وقدر أفضل سورة فيه، ألا وهي سورة الفاتحة خصوصًا.
٢ - بيان عظمة ما اشتملت عليه السورة الكريمة من تقرير أعظم وأجل قضية ألا وهي قضية التوحيد.
٣ - بيان المقاصد العامة للسورة الكريمة وشموليتها، وإيضاح ما قررته من قضايا كلية (عقدية وتعبدية وسلوكية).
ثانيًا-أهداف البحث:
١ - بيان أن المحور الرئيس في السورة الكريمة هو تقرير عبودية الخلق للخالق جل في علاه.
٢ - إن من أهم أهداف البحث بيان عظم قدر التوحيد وعلو شأنه.
_________
(^١) البخاري (٤٧٠٤) مختصرًا، والترمذي في السنن (٢٨٧٥) واللفظ له.
1 / 9
٣ - إيضاح وإبراز العلاقة الوطيدة بين السورة الكريمة وبين التوحيد بأنواعه الثلاثة.
٤ - ومن أهم أهداف البحث إبراز الجوانب العظيمة التي حوتها السورة الكريمة.
٥ - ومن الأهداف الجليلة للبحث لفت انتباه أنظار المسلمين عمومًا والباحثين والدارسين خصوصًا لعظم شأن السورة وما حوته وتضمنته من قضايا ومباحث، وأن مجال البحث في شأن فاتحة الكتاب ما يزال بابه مفتوحًا لم يوصد، وذلك لعظم شأن كتاب الله ولعظم قدر فاتحته وما حوته وتضمنته من قضايا، ماتزال تحتاج لبحث وتنقيب وإبراز لتلك الجوانب العظيمة التي تدل على عظمة الله، وعظمة كلامه الذي لا منتهى لفضله ولا حصر لقدره وعلو شأنه.
ثالثًا-الدراسات السابقة:
لعظم شأن فاتحة الكتاب في صدور أهل الإيمان كثُر التصنيفُ والتأليفُ فيما يخص السورة الكريمة، سواء من عموم المصنفين والمؤلفين، أو من عموم الباحثين والدارسين كذلك، ومما قُدِّم من أطروحات وبحوث ودراسات علمية، كلٌّ يتناولها من جانب من الجوانب، فباحث يتناولها من جانب التفسير الموضوعي، وباحث يتناولها من الجانب اللغوي، وباحث يتناولها من جانب الإعجاز البلاغي، وباحث يتناولها من جانب الترابط النصي والوحدة الموضوعية إلى غير ذلك من الموضوعات، ومن ذلك:
١. موضوعات قرآنية في ضوء سورة الفاتحة دراسة موضوعية لعماد يعقوب حمتو.
٢. دلالات سورة الفاتحة التربوية في ضوء التفسير القيم د. حمدان عبد الله الصوفي الجامعة الإسلامية بغزة كلية التربية - قسم أصول التربية.
٣. سورة الفاتحة في ضوء عبادة الدعاء تفسير موضوعي - كريم امصنصف - مدينة مكناس، شمال شرق المملكة المغربية.
1 / 10
٤. التفسير التحليلي للقرآن الكريم: تفسير سورة الفاتحة نموذجًا (٣٥٠) صفحة لـ ناصر الكسواني عن: دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع (٢٠١١).
والحقيقة أن ما كُتِب في السورة الكريمة وصُنِّف يصعُب إحصاؤه، إلا أنه في حدود البحث الضيق لم تقف الدراسة على بحث دراسي أو أُطرُوحة علمية تعالج موضوع بحثنا بدراسة تحليلية موضوعية مستقلة بتناول قضية التوحيد وعلاقتها بفاتحة الكتاب.
ولعظم وقدر أفضل سورة في كتاب الله، ولمكانة أجل قضية تعالجها السورة الكريمة ويدور عليها محورها الرئيس، ألا وهو موضوع (قضية التوحيد)، كان هذا البحث الموسوم بـ (معالم التوحيد في ضوء فاتحة الكتاب).
رابعًا- منهج البحث:
١ - يعتمد منهج البحث على الجمع بين جانبين ونوعين عظيمين جليلين من جوانب التفسير ألا وهما جانبا التفسير التحليلي الموضوعي.
٢ - تقديم فصل تمهيدي مهم بين يدي البحث يتعلق ببيان عظم مكانة التوحيد:
(مفهومه ومعناه -حقائقه وفضائله- دلائله ونواقضه)؛ لأنه الموضوع الرئيس الذي تتعلق به السورة الكريمة.
٣ - الحديث عن السورة الكريمة وبيان ما يتعلق بها وما تدعو الحاجة لبيانه، وذكر أهم ما ثبت لها من أسماء، وبيان عدد آياتها وكلماتها وحروفها.
٤ - بيان أبرز موضوعات السورة الكريمة ثم بيان معناها الإجمالي.
٥ - بيان بعض ما ورد في زمن وسبب نزولها، ثم بيان بعض ما ورد في فضائلها وخصائصها.
٦ - بيان أهم المناسبات في السورة الكريمة.
٧ - بيان معالم التوحيد كما وردت في السورة الكريمة ودراستها دراسة موضوعية تحليلية.
1 / 11
٨ - الاستشهاد بالآيات القرآنية، مع عزو كل ما استُدِلَّ به من آيات إلى اسم السورة ورقم الآية.
٩ - الاستدلال بما ثبت من الأحاديث النبوية الشريفة المتعلقة بموضوع البحث، لأن السنة المطهرة مفسرة للقرآن، مبينة لمجمله، ومقيدة لمطلقه، ومخصصة لعمومه، ومفصلة لأحكامه، وموضحة لمشكله.
١٠ - الاستدلال بكلام أئمة التفسير مع تقديمه على كلام غيرهم من أهل العلم، وذلك لتعلق البحث بالتفسير، مع تقديم التفسير بالمأثور على غيره، إلا ما دعت إليه الحاجة.
١١ - إظهار شخصية الباحث بإبداء الرأي فيما ينقل من نصوص والتعليق عليها والترجيح إن اُحْتِيجَ لذلك.
١٢ - العناية التامة بتخريج الأحاديث النبوية الشريفة وعزوها إلى مصادرها الأصلية من غير تطويل ممل ولا تقصير مخل، مع الالتزام بقواعد التخريج والحكم عليها والاكتفاء بالثابت منها ومجانبة الضعيف والموضوع حسب القدرة والطاقة والمستطاع، عدا ما ثبت في الصحيحين، فإنه لا يُحكم عليه، لتلقي الأمة لهما بالقبول.
١٣ - العناية بآثار الصحابة ﵃ وأقوال أهل العلم حسب القدرة والطاقة والإمكان وعزوها لمصادرها.
١٤ - العناية بتراجم الأعلام غير المشاهير، والبلدان غير المعروفة.
١٥ - إعداد مجموعة الفهارس العلمية على ما هو متبع في البحوث والدراسات على النحو التالي:
أولًا- فهرس الآيات القرآنية بحسب ترتيبها في المصحف الشريف.
ثانيًا- فهرس الأحاديث النبوية الشريفة، مرتبة ترتيبًا هجائيًّا (ألف بائي)
1 / 12
ثالثًا- فهرس الأعلام المترجم لهم، معتمدًا على ما اشتهر به العلم من اسم، أو لقب، أو كنية، مرتبة ترتيبًا هجائيًّا (ألف بائي).
رابعًا- تراجم البلدان غير المشهورة إن وجد، مرتبة ترتيبًا هجائيًّا (ألف بائي)
خامسًا- ثبت لأهم المصادر والمراجع، مرتبة ترتيبًا هجائيًّا (ألف بائي).
سادسًا- فهرس الموضوعات.
وختامًا:
نسأل الله صدقًا في النية، وصلاحًا في الطوية، وإخلاصًا يُراد به رب البرية، والحمد لله رب العالمين.
ما دعوة أنفع يا صاحبي … من دعوة الغائب للغائب
ناشدتك الرحمن يا ناظرًا … أن تسأل الغفران للكاتب
أبو عبد الرحمن
عرفة بن طنطاوي
arafatantawy@hotmil.com
1 / 13
مخلص البحث
سيقسم هذا البحث بإذن الله تعالى إلى مقدمة، وأربعة فصول، ويندرج تحت كل فصل عدة مباحث، وخاتمة، ومجموعة من الفهارس.
أما المقدمة فتشمل ما يلي:
١ - أهمية الموضوع وأسباب اختياره.
٢ - أهداف البحث.
٣ - منهج البحث.
٤ - الدراسات السابقة.
تليها خطة البحث:
وتشتمل على أربعة فصول، ويندرج تحت كل فصل عدة مباحث ثم الخاتمة وفيها:
١ - أبرز النتائج التي توصلت إليها الدراسة.
٢ - بيان لأهم توصيات الدراسة.
٣ - ويليها مجموعة الفهارس العلمية.
1 / 14
خطة البحث
المقدمة وتشمل على:
- خطوات خطة البحث.
- مُلَخص البحث.
الفصل الأول: بين يدي موضوع السورة الرئيس وفيه مباحث:
المبحث الأول: مفهوم التوحيد.
المبحث الثاني: بيان معنى كلمة التوحيد وشروطها.
المبحث الثالث: بيان حقيقة التوحيد.
المبحث الرابع: بعض الدلائل على أن القرآن الكريم كله في التوحيد.
المبحث الخامس: بيان ما يناقض التوحيد.
الفصل الثاني: وفيه مباحث:
المبحث الأول: الاستعاذة والبسملة والتأمين وما يتعلق بها من أحكام.
المبحث الثاني: أسماء السورة الكريمة.
المبحث الثالث: عدد آياتها وكلماتها وحروفها.
المبحث الرابع: أبرز موضوعات السورة الكريمة.
المبحث الخامس: بيان المعنى الإجمالي للسورة.
المبحث السادس: بيان بعض ما ورد في زمن وسبب نزولها.
المبحث السابع: بيان بعض ما ورد في فضائلها وخصائصها.
الفصل الثالث: المناسبات في السورة الكريمة، وفيه مباحث:
المبحث الأول: مناسبة افتتاح القرآن الكريم بسور الفاتحة.
1 / 15
المبحث الثاني: مناسبة سورة الفاتحة مع تاليتها.
المبحث الثالث: مناسبة آيات سورة الفاتحة مع بعضها البعض.
المبحث الرابع: علاقة السورة الكريمة بالسور المفتتحة بالحمد لله.
الفصل الرابع: معالم التوحيد كما وردت في السورة الكريمة، وفيه مباحث:
المبحث الأول: المحور الرئيس في السورة الكريمة (تقرير العبودية لله تعالى).
المبحث الثاني: التوحيد وعلاقته بمحور السورة الكريمة.
المبحث الثالث: تقرير التوحيد بأنواعه الثلاثة كما ورد في السورة الكريمة.
المبحث الرابع: أبرز الموضوعات التي تناولتها السورة الكريمة ودلالتها على قضية التوحيد.
خاتمة البحث:
أولًا: أبرز النتائج.
الختام.
مجموعة الفهارس العلمية:
أولًا- فهرس: أهم المصادر والمراجع.
ثانيًا- فهرس الآيات.
ثالثًا- فهرس الأحاديث والآثار.
رابعًا- فهرس الأعلام المترجم لهم.
خامسًا- فهرس الموضوعات.
1 / 16
الفصل الأول
(فصل تمهيدي-مختصر)
بين يدي موضوع السورة الرئيس- (التوحيد)
(مفهومه ومعناه-حقائقه وفضائله- دلائله ونواقضه)
ويشتمل على خمسة مباحث:
المبحث الأول: مفهوم التوحيد.
المبحث الثاني: بيان معنى كلمة التوحيد وشروطها.
المبحث الثالث: بيان حقيقة التوحيد.
المبحث الرابع: بعض الدلائل على أن القرآن الكريم كله في التوحيد.
المبحث الخامس: بيان ما يناقض التوحيد.
1 / 17
المبحث الأول
مفهوم التوحيد
1 / 19
المبحث الأول:
مفهوم التوحيد
١ - التوحيد لغة:
«التوحيد أصل مادته (وحد) وتدور هذه المادة على الانفراد والاختصاص» (^١).
ويقول ابن فارس (^٢): «الواو والحاء والدال: أصل واحد يدل على الانفراد» (^٣).
٢ - التوحيد اصطلاحًا:
قال السفاريني ﵀: التوحيد هو: «إفراد المعبود بالعبادة مع اعتقاد وحدته ذاتًا وصفاتٍ وأفعالًا» (^٤).
وعرفه العلَّامة الفقيه شيخنا ابن عثيمين (^٥) ﵀ بقوله: «التوحيد هو إفراد الله
_________
(^١) تهذيب اللغة للأزهري (٤/ ٣٨٤٤ - ٣٨٤٨)، والصحاح للجوهري (٢/ ٥٤٧)، والقاموس المحيط للفيروز آبادي، (٤١٤)، ومعجم مقاييس اللغة، (ص: ١٠٨٤).
(^٢) ابن فارس وهو أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا القزويني الرازي (٣٢٩ - ٣٩٥ هـ/ ٩٤٠ - ١٠٠٤ م) (إمام لغة وأدب. أصله من قزوين، وأقام مدة في همذان، ثم انتقل إلى الري فتوفي فيها وإليها نسبته. من مؤلفاته معجم اللغة، وينظر (ص: ١٣) من: سير أعلام النبلاء.
(^٣) معجم مقاييس اللغة (ص: ١٠٨٤).
(^٤) لوامع الأنوار البهية (١/ ٥٧)
(^٥) العلَّامة شيخنا محمد بن صالح العثيمين التميمي (١٣٤٧ هـ- ١٤٢١ هـ) قال عنه شيخ الإسلام الألباني: «خلت الأرض من عالم، وأصبحت لا أعرف منهم إلا أفرادًا قليلين، أخص بالذكر منهم: العلَّامة عبد العزيز بن باز، والعلَّامة محمد بن صالح بن عثيمين. تأثر بابن تيمية، محمد بن عبد الوهاب، ابن سعدي، ابن باز. وينطر، كتاب شرح ثلاثة الأصول لفضيلة الشيخ العلَّامة محمد بن صالح العثيمين إعداد فهد بن ناصر بن ابراهيم السليمان، ومجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين -المجلد الثاني- باب الكفر ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين -المجلد الثاني- باب الكفر والتكفير- والموسوعة الحرة.
1 / 21
بالعبادة» أي: أن تعبد الله وحده لا تشرك به شيئًا، لا تشرك به نبيًّا مرسلًا، ولا ملكًا مقربًا ولا رئيسًا ولا ملكًا ولا أحدًا من الخلق، بل تفرده وحده بالعبادة محبة وتعظيمًا، ورغبة ورهبة، وهناك تعريف أعم للتوحيد وهو: «إفراد الله ﷾ بما يختص به» (^١).
وعرفه العلَّامة الشيخ عبد الرزاق عفيفي (^٢) ﵀ بقوله: «التوحيد يطلق شرعًا على تفرد الله بالربوبية والإلهية، وكمال الأسماء والصفات» (^٣).
قال محمد طاهر الفَتَّنِي (^٤) ﵀: «توحيد الله تعالى: الإقرار بوحدانيته، واتصافه بالمحامد، وتنزيهه عن النقائص، وطرد الإشراك به عبادة واستعانة وذبحًا ونذرًا
_________
(^١) شرح ثلاثة الأصول (١/ ٣٩).
(^٢) عبد الرزاق عفيفي: عبد الرزاق بن عفيفي بن عطية بن عبد البر العفيفي الربيعي من قبيلة بني ربيعة إحدى القبائل المعروفة في نجد، ولد في سنشور، وهي قرية تابعة لمحافظة المنوفية في مصر، سنة (١٣٢٥ هـ (، تلقى تعليمه العالي في الجامع الأزهر، وتخرج فيه (سنة ١٣٥١ هـ)، حاصلًا على الشهادة العالمية، ثم درس في شعبة الفقه وأصوله طلبًا للتخصص.
قال فيه العلَّامة الألباني: «التقيته غير مرة في مواسم الحج، وكنت أستمع -أحيانًا- إلى إجاباته العلمية على استفتاءات الحجاج المتنوعة، محكمة، تدل على فقه دقيق، واتباع ظاهر لمنهج السلف «.
كانت وفاته صبيحة يوم الخميس لخمسة أيام بقين من ربيع الأول سنة خمس عشرة وأربعمائة وألف من الهجرة، ودفن في الرياض بعد صلاة الجمعة. ينطر: الشيخ العلَّامة عبد الرزاق عفيفي: حياته العلمية وجهوده الدعوية وآثاره الحميدة.
(^٣) مذكرة التوحيد (١/ ٣ (.
(^٤) الفَتَّنِي-جمال الدين، محمد طاهر بن علي الصديقي الهندي الفَتَّنِي الكجراتي (٩١٠ - ٩٨٦ هـ) عالم بالحديث ورجاله. كان يلقب بملك المحدثين. نسبته إلى فَتَّن (من بلاد كجرات بالهند) ومولده ووفاته فيها. دعا إلى مناوأة البواهير (طائفة تتسمى بالإسلام ودخلتها بدع القرامطة). وكانوا قومه، أنكر عليهم بدعتهم، فانفردوا به فقتلوه. من كتبه (مجمع بحار الأنوار في غرائب التنزيل ولطائف الأخبار)، و(تذكرة الموضوعات) و(المغني في أسماء رجال).
1 / 22
وحلفًا» (^١).
قال أبو جعفر الطحاوي ﵀ معرفًا التوحيد: «نقول في توحيد الله -معتقدين بتوفيق الله: إن الله واحد لا شريك له، ولا شيء مثله، ولا شيء يعجزه، ولا إله غيره» (^٢).
قال ابن جرير الطبري ﵀ في قوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ … إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (٢٥)﴾ [الأنبياء]: «يقول تعالى ذكره: وما أرسلنا يا محمد من قبلك من رسول إلى أمة من الأمم إلا نوحي إليه أنه لا معبود في السماوات والأرض، تصلح العبادة له سواي ﴿فَاعْبُدُونِ﴾ يقول: فأخلصوا لي العبادة، وأفردوا لي الألوهية» (^٣).
قال ابن كثير ﵀: «قال تعالى مخبرًا أنه الأحد الصمد، الذي لا إله غيره، فقال: ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ … إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (١٣)﴾ [التغابن].
فالأول خَبَرٌ عن التوحيد، ومعناه معنى الطلب، أي: وحدوا الإلهية له، وأخلصوها لديه، وتوكلوا عليه» (^٤).
وقال ابن كثير -أيضًا- في قوله تعالى: ﴿مَا كَانَ … لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ﴾ [يوسف: ٣٨]:
«هذا التوحيد - وهو: الإقرار بأنه لا إله إلا هو وحده لا شريك له» (^٥).
_________
(^١) جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية، (ص: ٨٧ - ٩٢).
(^٢) متن الطحاوية بتعليق الألباني (ص: ٣٤).
(^٣) جامع البيان للطبري (١٨/ ٤٢٧).
(^٤) تفسير القرآن العظيم (٨/ ١٣٨).
(^٥) المرجع السابق (٤/ ٣٨٩).
1 / 23