197

Maakhidh Cala Shurrah

المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي

Investigator

الدكتور عبد العزيز بن ناصر المانع

Publisher

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

Publisher Location

الرياض

مغنيات وفتحها - اسم فاعل أو اسم مفعول - فإذا كان اسم فاعل فقد جعلها تغني مع أنها لا تتكلم، يعني بالصريف، وذلك عجيب منه. ومنه قول المثقب: (الوافر)
وتسمَعُ للذُّبابِ إذا تَغَنَّى ... كَتَغْريدِ الحَمَامِ على الوُكُونِ
قال الأصمعي: الذباب هاهنا: حد نابها إذا صرفت.
وإذا كانت اسم مفعول فقد جعلها صابرة لا تأوه وتوجع كما يفعل ذلك الي يسمع الغناء؛ أي: لا ترغو في حال السير للكلال والإعياء كما قال الأعشى: (المتقارب)
كَتُوم الرُّغاءِ إذَا هَجَّرَتْ ... وكانَتْ بَقِيَّةَ ذَوْدٍ كُتُمْ
وذلك أيضا غريب.
وقوله: (الطويل)
بَدَا وَلَهُ وَعْدُ السَّحابةِ بالرَّوَى ... وصضدَّ وفينَا غُلَّةُ البَلَدِ المَحْلِ
وأنشد استشهادا على الروي بقول عمرو بن قعاس المرادي: (الوافر)
وماءٍ ليسَ من غُدُرٍ رَوَاءِ ... ولا مَاءِ السَّماءِ قد اسْتَقَيْتُ
قال: يعني أنه رشف ريق امرأة.
فيقال: هذا إن دلت عليه قرينة، وإلا فالمراد بذلك الماء ماء الكرش الذي يفتظ بعقر الإبل عند عدم الماء، فيخرج فيعتصر ويشرب كقوله: (الطويل)

1 / 203