187

Maakhidh Cala Shurrah

المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي

Investigator

الدكتور عبد العزيز بن ناصر المانع

Publisher

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

Publisher Location

الرياض

وقوله: (الوافر)
إذا التَّودِيعُ أَعْرَضَ قالَ قَلْبي ... عليكَ الصَّمْتَ لا صَاحَبْتَ فَاكَا!
(قال:) أي: قال لي قلبي: لا تمدح أحدا بعده.
وأقول: إن قوله في هذا: لا تمدح أحدا تفسير لا يقوله أحد، وهل يشكل هذا على من له أدنى تبصر، وأيسر تفكر وقد قال:
إذا التَّوديعُ أَعْرَضَ. . . . . . . . . . . .
أن قلبه يأمره بالصمت عن ذكر الوداع الذي هو مقدمة الفراق، وقوله:
. . . . . . . . . . . . لا صَاحَبْتَ فَاكَا
دعاء عليه نطق به. أولا يرى إلى البيت الذي بعده وهو قوله: (الوافر)
ولولاَ أن أكْثَرَ ما تَمَنَّى ... مُعَاوَدَة لقُلْتُ ولا مُنَاكَا
كأنه وقع بينه قلبه خصام ومنازعة، فدعا عليه قلبه بأن قال: لا صحبت فاك إن ذكرت الوداع! وقال هو لقلبه: ولولا أن أكثر مناك المعاودة إلى عضد الدولة لقلت: وأنت، لا صاحبت مناك! فإنما قلبه أمر قلبه له بالصمت عن ذكر الوداع لا عن مدح غيره!

1 / 193