Ma'a Al-Mushakikin Fi Al-Sunnah
مع المشككين في السنة
Investigator
فاروق يحيى محمد الحاج
Genres
١٧ - أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الحنظلي المروزي، المعروف بـ"ابن راهويه".
١٨ - أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني المروزي البغدادي.
١٩ - أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الجعفي البخاري، صاحب الصحيح.
٢٠ - أبو عبد الله محمد بن يحيى الذهلي النيسابوري.
٢١ - أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري.
٢٢ - أبو عبد الرحمن بقي بن مخلد القرطبي.
٢٣ - أبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي الرازي.
٢٤ - أبو عبد الله محمد بن يحيى بن منده الأصبهاني.
٢٥ - أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي البغدادي (^١).
وغير هؤلاء كثير من الحفاظ، والذين يبلغون آلافًا، وقد ذكرهم الذهبي في مصنفاته، وذكرهم غيره كذلك.
ثالثًا: التدوين:
والمقصود به: جمع السنة على سبيل الاستقصاء والتبويب لها.
وقد ابتدأ تدوين السنة بهذا المعنى في عهد الخليفة الزاهد عمر بن عبد العزيز الأموي، حيث إنه كتب إلى عماله في الآفاق: أن يكتبوا ما وصل إليهم من حديث الرسول ﷺ. ومن هؤلاء الذين كتب إليهم بذلك عامله على المدينة: أبو بكر بن حزم، قال الإمام البخاري: «وَكَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ: انْظُرْ مَا كَانَ مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَاكْتُبْهُ؛ فَإِنِّي خِفْتُ دُرُوسَ العِلْمِ وَذَهَابَ العُلَمَاءِ، وَلَا تَقْبَلْ إِلَّا حَدِيثَ النَّبِيِّ ﷺ. وَلْتُفْشُوا العِلْمَ، وَلْتَجْلِسُوا حَتَّى يُعَلَّمَ مَنْ لَا يَعْلَمُ، فَإِنَّ العِلْمَ لَا يَهْلِكُ حَتَّى يَكُونَ سِرًّا» (^٢).
قال ابن حجر في شرح هذا الحديث: «قوله: «فَاكْتُبْهُ» يستفاد منه: ابتداء تدوين الحديث النبوي، وكانوا قبل ذلك يعتمدون على الحفظ، فلما خاف عمر بن عبد العزيز -وكان على رأس المائة الأولى- من ذهاب العلم بموت العلماء رأى أن في تدوينه ضبطًا له وإبقاءً. وقد روى أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" هذه القصة بلفظ: «كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى الْآفَاقِ: انْظُرُوا حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَاجْمَعُوهُ» (^٣)» (^٤).
وممن جمع السنة كذلك بأمر عمر بن عبد العزيز: الإمام محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، فقد جاء عنه أنه قال: «أَمَرَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِجَمْعِ السُّنَنِ، فَكَتَبْنَاهَا دَفْتَرًا دَفْتَرًا. فَبَعَثَ إِلَى كُلِّ أَرْضٍ لَهُ عَلَيْهَا سُلْطَانٌ دَفْتَرًا» (^٥).
(^١) انظر في ذلك: تذكرة الحفاظ للذهبي في ترجمة كل واحد منهم.
(^٢) صحيح البخاري، كتاب العلم، باب كيف يقبض العلم (١/ ٣١)، بدون رقم. وانظر أيضًا: سنن الدارمي، المقدمة، باب من رخص في كتابة العلم (١/ ٤٣١)، رقم (٥٠٥)، والمدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي (ص:٤٢٣)، رقم (٧٨٢)، ومعرفة السنن والآثار للبيهقي، كتاب السرقة، باب ما يجب فيه القطع (١٢/ ٣٧٢)، رقم (١٧٠٦٧)، وتقييد العلم للخطيب البغدادي (ص:١٠٥)، وقال محقق سنن الدارمي -حسين سليم أسد الداراني-: «إسناده صحيح». سنن الدارمي (١/ ٤٣١).
وهذا الأثر أخرجه البخاري في صحيحه موصولًا إلى قوله: «وَذَهَابَ العُلَمَاءِ»، وباقيه معلَّقًا.
(^٣) تاريخ أصبهان لأبي نعيم الأصبهاني (١/ ٣٦٦)، ترجمة: درهم بن مظاهر الزبيري.
وتمام كلام عمر بن عبد العزيز: «وَاحْفَظُوهُ؛ فَإِنِّي أَخَافُ دُرُوسَ الْعِلْمِ وَذَهَابَ الْعُلَمَاءِ».
(^٤) فتح الباري لابن حجر (١/ ١٩٤ - ١٩٥).
(^٥) جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر، باب ذكر الرخصة في كتاب العلم (١/ ٣٣١)، رقم (٤٣٨).
1 / 44