المحتسب: ما على [هذا] (1) خرجنا، وصار في حرب وضرب عليه، فدس إليه رجلا مز المغاربة يعرف بأبي خنزير، فقتله وملك تلك البلاد وحاصر أهل طرابلس حتى فتحها، وأخل أموالا كثيرة، ثم ملك برقة، ثم أقبل جيشه يريد مصر، وقد وردت كتب التجار في سنة بإحد وثلثمائة بأخذه برقة ، وكتب «تكين الخاصة» والي مصر يطلب مددا . فأخرج السلطان أبا بك محمد بن علي [الماذرائي] (2) وقلده أعمالها، وتدبير الجيش بها، والإشراف على أعمال الشام، وضم إليه القاسم بن سيما الفرغاني، وقد ذكرت من خبره ما لا حاجة بى إلى إعادته.
~~ثم ورد الخبر بدخول أصحاب المغربي الإسكندرية فأنهض السلطان إليهم مؤنسا الخادم إلى مصر لمحاربته وكتب إلى عمال أجناد الشام بالمصير إلى مصر، فكتب إلى ابني كيغلغ وذكا الاعور وأبي [92 ا] القابوس الخراساني باللحاق بتكين لمحاربته، وخلع على مؤنس في شهر ربيع الأول من سنة اثنتين وثلثمائة، وخرج متوجها إلى مصر وتقدم علي بن عيسى بترتيب الجمازات لتروح عليه الأخبار. فورد الخبر أن جيش عبيد الله مع ابنه ومع خليفته «حباسه» صاروا إلى منزل من منازل مصر فخرج إليهم أصحاب السلطان، فقتل حباسة وخلق من رجالته وفرسانه، وأنهم انهزموا. وبشر علي بن عيسى المقتدر بالله بذلك فأمر فتصدق في يومه ذلك بمائة ألف درهم، ووصل علي بن عيسى بمال عظيم فلم يقبله، ورجع وقد باع له ابن ما شاء الله غلة بأربعة ألف دينار فتصدق بها من وقته وفرقها كلها.
~~قال أبو بكر : وقد كان ابن عبيد الله خطب خطبا كثيرة بالإسكندرية محفوظة مروية، تركت ذكرها لكفر كثير فيها وتكذيب عظيم لا يحل ذكره، ولا يجوز اللفظ به ، ودخل مؤنس مصر في جمادى الآخرة [92 ب] بعد الوقعة، وانصراف أهل المغرب، فلما اتصل بمن بقى من جيش المغرب خبر وروده رحلوا هاربين من برقة ونواحيها. وكتب محمد بن علي [ الماذرائي] (3) يذكر ضيق الحال وكثرة الجيش فأنفذه السلطان إليه على مائة جمازة مائة بذرة ادراهم مع جابر بن أسلم وكان السلطان قد ولآه شرطة الجانب الشرقي ببغداد. واستأمن إلى التكين» في الوقعة قائد يعرف بأبي جدة شجاع مذكور، فأنفذه إلى باب السلطان) فوافى بغداد في اشهر رمضان في مائتي فارس، فأدخل إلى السلطان وخلع عليه، ووصل بصلة يسيرة، وأنفذ هو ومن معه إلى محمد بن إسحاق بن كنداج وهو على الدينور مددا له . وورد الخبر من مصر في ذي القعدة أن الأخبار تواترت بموت عبيد الله بالمغرب، ثم خرج مؤنس يريد بغداد، فكان من
Page 100