وقد أحدث نقل طه حسين من الجامعة إلى التعليم الأولي سخطا شديدا في الجامعة بين الأساتذة والطلبة ظل يتصل ويتصاعد كل يوم، تضرب كلية الآداب ثم تتبعها بقية الكليات، وتضطر الحكومة إلى إغلاق الجامعة، ويعم السخط كل الأوساط المتصلة بالجامعة والعلم والمتصلة بالثقافة بشكل عام.
ويحاول الوزير حلمي باشا عيسى أولا التهوين من الأمر كله،
3
ولكن السخط يشتد ويتزايد، والوزير يحاول أن يبرر موقفه وأن يدافع عن نفسه، ثم يلجأ للبرلمان فيوعز إلى أحد النواب أن يقدم له استجوابا بشأن تساهله مع طه حسين، وتتحدد جلسة 7 مارس سنة 1932 لنظر هذا الاستجواب.
قبل نظر الاستجواب يرسل الوزير إلى طه حسين رسولا يعرض عليه أن يعلن أنه قد قبل نقله إلى وزارة المعارف وألا يستمر في إنكاره لشرعية الأمر بهذا النقل، وذلك مقابل أن يختار أي وظيفة خالية بوزارة المعارف غير وظيفة التعليم الأولي فيعينه الوزير فيها فورا، وأن يلتزم الوزير بألا تملأ وظيفة عميد كلية الآداب في ذلك الوقت ليعاد تعيين طه حسين عميدا للكلية بعد مرور مدة من الزمان، وأن يعوض أثناء وجوده في وزارة المعارف عن بدل العمادة، وأن تطبع وزارة المعارف له ما يشاء من الكتب، وأن يمضي الوزير لائحة الجامعات وفيها ضمانات الأساتذة، وألا تمس كلية الآداب، لا أساتذتها ولا طلبتها، وأخيرا أن يقف الوزير فيرد على الاستجواب مدافعا عن طه حسين، مبينا فضله ومزاياه، مدافعا عن كرامته العلمية والدينية.
ويرفض طه حسين أن يعترف بحق الوزير في نقل أساتذة الجامعة كما يشاء، وفي عقابهم إن عصوا أوامره أو أغضبوه دون موجب للعقاب.
وينظر الاستجواب في السابع من مارس فيثير صاحب الاستجواب ثلاث نقط:
الأولى:
أن جريدة الأهرام قد نشرت بالعدد 16959 صورة تمثل طلبة كلية الآداب حول عميدهم الدكتور طه حسين وقد جلست كل شابة إلى جانب شاب، كيف وقع هذا؟
الثانية:
Unknown page