Luqtat Cajlan

Qannawji d. 1307 AH
62

Luqtat Cajlan

لقطة العجلان مما تمس إلى معرفته حاجة الإنسان

Publisher

دار الكتب العلمية-بيروت

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٥-١٩٨٥

Publisher Location

لبنان

وَقَالَ رَسُول الله ﷺ مَا أَنْتُم فِي الْأُمَم قبلكُمْ إِلَّا كالشعرة الْبَيْضَاء فِي الثور الْأسود أَو الشعرة السَّوْدَاء فِي الثور الْأَبْيَض وَهَذِه نِسْبَة من تدبرها وَعرف مِقْدَار عدد أهل الْإِسْلَام وَنسبَة مَا بِأَيْدِيهِم من معمور الأَرْض وَأَنه الْأَكْثَر علم أَنا لدُنْيَا أمدا لَا يعده إِلَّا الله وَكَذَلِكَ قَوْله ﵇ بعثت أَنا والساعة كهاتين وَضم أصبعيه المقدستين السبابَة وَالْوُسْطَى وَقد جَاءَ النَّص بِأَن السَّاعَة لَا يعلم مَتى تكون إِلَّا الله تَعَالَى لَا أحد سواهُ فصح أَنه ﷺ إِنَّمَا عَنى شدَّة الْقرب لَا فضل الْوُسْطَى على السبابَة إِذْ لَو أردنَا ذَلِك لأخذت نِسْبَة مَا بَين الإصبعين وَنسب من طول الْأصْبع فَكَانَ يعلم بذلك مَتى تقوم السَّاعَة وَهَذَا بَاطِل وَأَيْضًا فَكَانَ تكون نسبته ﷺ إيانا إِلَى من قبلنَا بأننا كالشعرة فِي الثور كذبا ومعاذ الله من ذَلِك فصح انه ﵇ إِنَّمَا أَرَادَ شدَّة الْقرب وَله ﷺ مُنْذُ بعث أَرْبَعمِائَة عَام ونيف وَالله تَعَالَى أعلم بِمَا بَقِي للدنيا فَإِذا كَانَ هَذَا الْعدَد الْعَظِيم لَا نِسْبَة لَهُ عِنْدَمَا سلف لقلته وتفاهته بِالْإِضَافَة إِلَى مَا مضى فَهُوَ الَّذِي قَالَه ﷺ من إننا فِيمَن مضى كالشعرة فِي الثور أَو الرَّقْمَة فِي ذِرَاع الْحمار وَقد رَأَيْت بِخَط الْأَمِير أبي مُحَمَّد عبد الله بن النَّاصِر قَالَ حَدثنِي مُحَمَّد بن مُعَاوِيَة الْقرشِي أَنه رأى بِالْهِنْدِ بَلَدا لَهُ اثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ ألف سنة وَقد وجد مَحْمُود بن سبكتكين بِالْهِنْدِ مَدِينَة يؤرخون بأربعمائة ألف سنة قَالَ أَبُو مُحَمَّد إِلَّا أَن لكل ذَلِك أَولا وَلَا بُد نِهَايَة لم يكن شَيْء من الْعَالم مَوْجُودا قبله وَللَّه الْأَمر من قبل وَمن بعد وَالله أعلم انْتهى وَهَذَا نَاظر فِي طول أمد الدُّنْيَا وَلَعَلَّ المُرَاد بِهَذِهِ الْمَدِينَة بِالْهِنْدِ بَلْدَة قنوج بزنة سنور الَّتِي فتحهَا السُّلْطَان مَحْمُود وَهِي من الْمَدَائِن الْقَدِيمَة

1 / 64