163

Lumcat Tanqih

لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح

Investigator

الأستاذ الدكتور تقي الدين الندوي

Publisher

دار النوادر

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٥ هـ - ٢٠١٤ م

Publisher Location

دمشق - سوريا

Genres

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ــ ثلث العلم أنه أحد القواعد الثلاث التي تردُّ إليها جميع الأحكام، أولها هذا الحديث، وثانيها (ومن عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد)، وثالثها (الحلال بين والحرام بين)، ومنهم من قال: ربعه، وقد نقل الشافعي من الشعر ما يدل على ذلك قال: عمدة الخير عندنا كلمات ... أربع قالهن خير البرية اتق الشبهات وازهد ودع ... ما ليس يعنيك واعملن بنية (١) ونقل عن الشافعي أنه قال: هذا الحديث يدخل في سبعين بابًا، فقيل: إنه يريد به المبالغة في معنى الكثرة؛ لأن هذا العدد قد تعارف ذكره في هذا المعنى، والتحقيق أنه على حقيقته، وأقول: إنما حَمَل من حمله على المبالغة؛ لأنه يدخل في كثر من سبعين بابًا وليس منحصرًا فيه، إذ يدخل في قسم العبادات من الواجبات والمستحبات وفي المباحات وفي العادات وفي أكثر المعاملات ثوابًا مما يَعسر ضبطه وحصره، وقد عدُّوه في كتبهم مفصَّلًا فعليك بها. ثم إن هذا الحديث مما اتفقوا على صحته أخرجه الأئمة المشهورون، وقال الشيخ: إلا الموطأ، ووهم من ظن أنه في الموطأ مغترًا بتخريج الشيخين له والنسائي من طريق مالك (٢)؛ ولكنه ليس بمتواتر كما توهم البعض؛ لأنه فرد في الأصل، رواه

(١) وفي "فيض الباري" (١/ ٤): ونسبهما علي القاري (١/ ٤٣) إلى الإمام الشافعي، وهو سهو منه، بل هما لشاعر آخر. وفي "جامع العلوم والحكم" (١/ ٦٣) هما للحافظ أبي الحسن طاهر ابن مفوز المعافري الأندلسي. وقال أبو داود: يكفي للإنسان لدينه أربعة أحاديث، هذه الأحاديث الثلاثة والرابع: حديث أن يحب المرء لأخيه ما يحب لنفسه بدل حديث ازهد. انظر: "التوضيح" لابن الملقن (٢/ ١٩٦)، و"أعلام المحدثين" (ص: ٢١٥). (٢) قلت: بل هو في الموطأ برواية محمد بن الحسن الشيباني (ح: ٩٨٢)، انظر: "التعليق =

1 / 167