Lughz Cishtar
لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
Genres
ولما مر بها عبر البوابة الثالثة أعاد إلى وركها تعويذة الولادة،
ولما مر بها عبر البوابة الرابعة أعاد إلى صدرها جميع الحلي،
ولما مر بها عبر البوابة الخامسة أعاد إلى جيدها العقود،
ولما مر بها عبر البوابة السادسة أعاد إلى أذنيها الأقراط،
ولما مر بها عبر البوابة السابعة أعاد إلى رأسها التاج العظيم.
8
وهكذا يتربع القمر من جديد على عرش السماء. إن هذه الأسطورة المدونة منذ مطلع عصر الكتابة، تعود في أصلها إلى أعماق العصور الحجرية المجهولة، كما ألمحنا منذ قليل، ولكنها في شكلها الأخير نتاج عملية تطورية تركيبية. فالإنسان النيوليتي قد ورث الأسطورة القمرية عن العصر الباليوليتي وطورها، ثم ألهمته هذه الأسطورة أسطورة هبوط أخرى تقوم بها عشتار سنويا إلى العالم الأسفل من أجل ضمان دورة الزراعة، وما لبثت الأسطورتان أن أدمجتا في أسطورة واحدة عندما صار الإله الابن بطل الهبوط بدلا من الإلهة الأم في الأسطورة الزراعية. فأخذت عشتار تهبط في كل عام إلى العالم الأسفل لفك أسر تموز المحتجز هناك طيلة فترة الخريف والشتاء، فتغيب في اليوم الأول لتصعد في اليوم الثالث ومعها الابن القتيل، وقد بعث حيا، ولسوف نعمل على توضيح هذه البنية المعقدة والمتشابكة تدريجيا في الفصول القادمة.
تظهر درجات الموت التي يهبطها القمر في بعض الأعمال الفنية على هيئة سلم مؤلف من أربع عشرة درجة؛ كل درجة تمثل يوما من أيام النصف الثاني للشهر القمري؛ من هذه الأعمال: الرسم المصري الموضح في (الشكل
3-1 )، حيث نجد القمر على قمة زهرة اللوتس المقدسة وبين قرنيه عين أوزوريس (أو ابنه حورس) التي ترمز إلى القمر المتناقص أو القمر المتزايد حسب اتجاه فتحة العين في شكلها الجانبي، وأمامه سلم هابط نحو الأسفل هو الطريق الموصل إلى عالم الظلمات.
شكل 3-1: درجات العالم الأسفل - رسم فرعوني.
Unknown page