Lughz Cishtar
لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
Genres
في نصوص بعل وعناة الأوغاريتية نقرأ عن لقاء الإلهين الحبيبين: «في توق شديد أمسك بفرجها، في توق شديد أمسكت بقضيبه، عليان بعل قام بفعل الحب آلاف المرات مع العذراء عناة.»
23
إن آلاف المرات من المضاجعة بين بعل وعناة لا تذهب ببكارة الإلهة المتجددة؛ لأن بكارتها رمز للدافع الجنسي الكوني الذي يدفع الكائنات الحية بعضها إلى بعض، ويساهم في استمرارها وبقائها. ومن أسماء الأم الكريتية الكبرى «بريتوماريتس» أي: العذراء العذبة.
24
وهي التي تبدو في معظم رسومها، وعلى حضنها أو ذراعها ابنها الصغير الذي لم يبلغ مبلغ الرجولة والاستقلال عن الأم طيلة فترة الحضارة المينوية. وفي معابد الخصب الكنعانية كان ميلاد الإله الابن يعلن بصرخة ابتهاج عالية عند منتصف الليل: «ها هي العذراء تلد ابنا والنور ينتشر»، وذلك عند منتصف ليلة الخامس والعشرين من كانون الأول (ديسمبر)
25
وهي الليلة التي ولد فيها يسوع الناصري فيما بعد؛ تحقيقا لبشارة الملاك ليوسف النجار: «لا تخف أن تأخذ امرأتك مريم؛ لأن الذي حبل به فيها هو من الروح القدس فستلد ابنا وتدعو اسمه يسوع؛ لأنه يخلص شعبه من خطاياهم. وهذا كله لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل: هو ذا العذراء تحبل وتلد ابنا، ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا.»
26
وعندما ولدت عشتار ابنها، شقها الذكري الكامن فيها منذ الأزل، تزوجته لتخصب نفسها به فتستعيد إلى نفسها قوتها الإخصابية الذاتية التي أطلقتها نحو الخارج. ولذلك كان الإله الابن ابنا للأم الكبرى، وزوجا أو حبيبا في نفس الوقت. هذا هو شأن تموز ابن عشتار البابلية، وأدونيس ابن عشتار الكنعانية، وأوزوريس في شكل حورس ابن إيزيس المصرية، وآتيس ابن سبيل وزيوس ابن رحيا الكريتية. وبعيدا عن الشرق القديم والعالم الهيليني نجد الأم العذراء وابنها قد وصلا إلى شواطئ العالم الجديد مع وصول الزراعة إليها. ففي ثقافة الأزتيك
27
Unknown page