Lugha Din Taqlid
اللغة والدين والتقاليد في حياة الاستقلال
Genres
لو كان للدين سلطان على أرواح الناس لما رأينا شهود الزور يضللون القضاء بلا حياء.
لو كان للدين سلطان على أرواح الناس لما استطال الأقوياء على الضعفاء، ولما رأينا ذلك الحقد الذي يبيته الفقراء للأغنياء.
لو كان للدين سلطان على أرواح الناس لقل البغي والعدوان، وعرف كل امرئ قدر نفسه، واطمأن إلى أن الله مالك الملك، يؤتي الملك من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء.
الدين ثروة قومية، وهو عماد من عمد الاستقلال؛ لأنه يصحح ضمير الفرد، والفرد الصحيح الخلق ليس إلا حجرا سليما في بناء القومية.
حدثني بربك ما هذه الملايين التي تعمر وادي النيل؟ ما قيمة هذه الملايين وأنت لا تستطيع الأخذ والعطاء إلا بسند مكتوب؟
اذهب إلى أية محكمة، واحضر جلسة أو جلستين، فإن فعلت فسترى القاضي ينفق أربعة أخماس جهده في فحص المستندات واستجواب الشهود.
أكان يحتاج القاضي إلى ذلك كله لو كان للناس وازع من خلق ودين؟
الله أكبر!
لا يزال من تقاليد القضاة أن يقولوا للشاهد: قل: «والله العظيم أشهد بالحق».
وكم رأينا ناسا يحلفون بالله العظيم، ثم لا يشهدون بالحق!
Unknown page