Lubab Fi Culum Kitab
اللباب في علوم الكتاب
فماذا بعد الحق إلا الضلال
[يونس: 32]، ولو كانوا ضالين لما جاز الاقتداء بهم، ولا بطريقهم، ولكانوا خارجين عن قوله تعالى: { أنعمت عليهم } ، ولما كان ذلك باطلا علمنا بهذه الآية عصمة الملائكة، والأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
فصل في إضافة الغضب لله
قالت المعتزلة: غضب الله - تعالى - عليهم يدل على كونهم فاعلين للقبائح باختيارهم، وإلا لكان الغضب عليهم ظلما من الله - تعالى - عليهم.
وقال أصحابنا - رحمهم الله تعالى -: لما ذكر غضب الله عليهم، وأتبعه بذكر كونهم ضالين دل ذلك على أن غضب الله - تعالى - عليهم علة لكونهم ضالين، وحينئذ تكون صفة الله - تعالى - مؤثرة في صفة العبد.
أما لو قلنا: إن كونهم ضالين يوجب غضب الله - تعالى - عليهم لزم أن تكون صفة العبد مؤثرة في صفة الله تعالى، وذلك محال.
فصل
قال ابن الخطيب - رحمه الله تعالى -: دلت هذه الآية على أن المكلفين ثلاث فرق:
أهل الطاعة، وإليهم الإشارة بقوله تعالى: { أنعمت عليهم }.
وأهل البغي والعدوان، وهم المراد بقوله تعالى: { غير المغضوب عليهم }.
Unknown page