Lubab Fi Culum Kitab

Ibn Cadil Hanbali d. 880 AH
43

Lubab Fi Culum Kitab

اللباب في علوم الكتاب

أحدهما: خروج من الخطاب المفتتح به في قوله: " ليلك " ، إلى الغيبة في قوله: " وباتت له ليلة ".

والثاني: الخروج من هذه الغيبة إلى التكلم، في قوله: " من نبأ جاءني وخبرته ".

والجواب: أن قوله أولا: " تطاول ليلك " فيه التفات؛ لأنه كان أصل الكلام أن يقول: " تطاول ليلي "؛ لأنه هو المقصود، فالتفت من مقام التكلم إلى مقام الخطاب، ومن مقام الخطاب إلى الغيبة، ثم من الغيبة إلى التكلم الذي هو الأصل.

وقرىء شاذا: " إياك يعبد " على بنائه للمفعول الغائب؛ ووجهها على إشكالها: أن فيها استعارة والتفاتا:

أما الاستعارة: [فإنه استعير] فيها ضمير النصب لضمير الرفع، والأصل: أنت تعبد، وهو شائع؛ كقولهم: " عساك، وعساه، وعساني " في أحد الأقوال؛ وقول الآخر: [الرجز]

68- يا ابن الزبير طالما عصيكا

وطالما عنيتنا إليكا

فالكاف في " عصيكا " نائبة عن التاء، والأصل: " عصيت ".

وأما الالتفات: فكان من حق هذا القارىء أن يقرأ: " إياك تعبد " بالخطاب، ولكنه التفت من الخطاب في " إياك " إلى الغيبة في " يعبد " إلا أن هذا الالتفات غريب؛ لكونه في جملة واحدة، بخلاف الالتفات المتقدم؛ ونظير هذا الالتفات قوله: [الطويل]

69- أأنت الهلالي الذي كنت مرة

Unknown page