29

Al-Lubāb fī ʿUlūm al-Kitāb

اللباب في علوم الكتاب

Editor

الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمد معوض

Publisher

دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان

Edition Number

الأولى، 1419 هـ -1998م

[البقرة: 67] ؛ فأعطاه الله خلعتين: إزالة التهمة، وإحياء القتيل.

وحكي عن موسى - عليه الصلاة والسلام - أيضا: {وإني عذت بربكم وربكم أن ترجمون} [الدخان: 20] ، وفي آية أخرى: {إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب} [غافر: 27] ؛ فأعطاه الله خلعتين: أفنى عدوه، وأورثهم أرضهم وديارهم.

وحكي أن أم مريم قالت: {وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم} [آل عمران: 36] ؛ فأعطاها الله - تعالى - خلعتين: {فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا} [آل عمران: 37] .

ومريم - عليها السلام - لما رأت جبريل - عليه الصلاة والسلام - في صورة بشر يقصدها: {قالت أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا} [مريم: 18] ؛ فوجدت نعمتين: ولدا من غير أب، [وتبرئة] الله إياها بلسان ذلك الولد عن السوء؛ وهو قوله تعالى: {إني عبد الله} [مريم: 30] .

وأمر نبيه - محمدا - عليه الصلاة والسلام - بالاستعاذة مرة أخرى: فقال: {وقل رب أعوذ بك من همزات الشيطان وأعوذ بك رب أن يحضرون} [المؤمنون : 97، 98] .

وقال تعالى: {قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق} [الفلق: 1 و 2] ، وقال تعالى: {قل أعوذ برب الناس} [الناس: 1] ، وقال تعالى: {وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم} [الأعراف: 200] ، فهذه الآيات دالة على أن الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - كانوا أبدا في الاستعاذة بالله - عز وجل 0 من شر شياطين الجن والإنس.

وأما الأخبار؛ فكثيرة:

عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: استب رجلان عند النبي - صلى الله عليه وسلم

Page 106