Lubab al-adab
لباب الآداب
Investigator
أحمد حسن لبج
Publisher
دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان
Edition Number
الأولى، 1417 هـ - 1997 م
Your recent searches will show up here
Lubab al-adab
al-Taʿalibi d. 429 AHلباب الآداب
Investigator
أحمد حسن لبج
Publisher
دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان
Edition Number
الأولى، 1417 هـ - 1997 م
بالذخائر، ويستأثر بالأخائر، هو الدهر لا تتهنى فيه المواهب حتى تكدرها الشوائب، وتخللها المصائب، ولا تصفو فيه المشارب، من عرف الزمان، لم يستشعر منه الأمان، هي الأيام ترتجع العرية، وتتلقى بالأمنية المنية.
قد جعل الله الدنيا دار قلعة، ومحل نقلة، فمن راحل ليومه، ومن مدعو لغده، وكل مستوف لأجله، وجار إلى أمده، ما الدنيا إلا دار نقلة، وما المقام فيها إلا لرحلة، على شرط الفناء، خلق الله الدنيا وقال: " والآخرة خير وأبقى " شرط الدنيا صلة المنائح بالحوائج، وجمع الرغائب إلى النوائب، فموهوبها مسلوب، وإن أرخى إلى مهل، وممنوحها محروب، وإن أخر إلى أجل. نحن في الدنيا على أوفاز ومجاز، وحذار وانتظار الدنيا عارية مرتجعة، وسحائب منقشعة، قد تنكرت الدنيا حتى صار الموت أخف خطوبها، وأصغر ذنوبها، فلينظر المرء يمنة، هل يرى إلا محنة، ثم ليعطف يسرة، هل يرى إلا حسرة.
إن الله تعالى سوى بين المرية، في ورد حوض المنية، معلوم أن الموت كل شارب بكأسه، ومكتس من لبسه، وإنما تقدم أيام وتأخر أعوام، الموت خطب عظيم، عظم حتى هان، وخشن مسه حتى لان، قد علمت أن الله للعدم أوجدنا، وللفناء خلقنا، المرء يظن أنه مؤخر إلى تمام، ومنسي لأيام وأعوام، والمنون تطلبه حثا وحضا، حتى تدركه خببا وركضا.
ما الحيلة وقد حل القضاء، وفرض العزاء، ونزل البلاء الجسيم، وكتب الرضى
Page 60