Love of the Messenger Between Following and Innovation

Abdel Raouf Mohamed Othman d. Unknown
81

Love of the Messenger Between Following and Innovation

محبة الرسول بين الاتباع والابتداع

Publisher

رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد إدارة الطبع والترجمة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٤هـ

Publisher Location

الرياض

Genres

محمد. كما في سنن الدارمي وابن ماجه بسنديهما عن الطفيل بن سخبرة أخى عائشة لأمها قال: «قال رجل من المشركين لرجل من المسلمين نعم القوم أنتم لولا أنكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد فسمع النبي ﷺ فقال: لا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد، ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء محمد» (١) . فيجب على المسلم أن يفرق بين المشروع وبين غيره في هذا الجانب وعدم التفرقة بينهما هو الذي أوقع المبتدعة في الغلو الذي ذمه الله ورسوله وذلك كالاستغاثة به وطلب الحاجات منه ودعائه من دون الله واعتقاد أنه خلق من نور وأن الكون كله قد خلق من نوره، وأنه يتصرف في الأكون، ويعلم الغيب مطلقا إلى غير ذلك من العقائد الباطلة، وابتداع أنواع كثيرة من الصلوات عليه. فكل هذا من الغلو والشرك الذي نهى الله عنه، وفاعل هذا مضاد لتعظيمه ﷺ. ثالثا: ومن مظاهر محبته ﷺ: كثرة تذكره وتمني رؤيته والشوق إلى لقائه، ذلك أن من أحب شيئا أكثر من ذكره، ولا يكون ذلك إلا إذا شغلت المحبة قلب المحب وفكره، وسبب ذلك استحضار الأسباب والدواعي الباعثة على حب رسول الله ﷺ ومعرفة قدر النعمة التي أنعم الله بها على الناس إذ بعث فيهم رسوله ﷺ. قال تعالى: ﴿كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ - فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾ [البقرة: ١٥١ - ١٥٢] (٢) . ويتبع ذلك تمني رؤيته ﷺ والشوق إلى لقائه وسؤال الله اللحاق به على الإيمان وأن يجمع بينه وبين حبيبه ونبيه ﷺ في مستقر رحمته. وقد أخبر الرسول ﷺ بأنه سيوجد في هذه الأمة أناس يودون رؤيته بكل ما يملكون.

(١) سنن الدارمي. كتاب الاستئذان. باب في النهي عن أن يقول ما شاء الله وشاء فلان ٢ / ٢٩٥. . وابن ماجه. كتاب الكفارات. باب النهي عن أن يقال ما شاء الله وشئت ١ / ٦٨٤. والحديث صحيح بشواهده. انظر السلسلة الصحيحة ١ / ٥٤- ٥٦. (٢) سورة البقرة، آية (١٥١-١٥٢) .

1 / 86