(د) حب الله ﷿: ولنبدأ بحب الله تعالى، أما النصوص الواردة في حب الرسول ﷺ فسوف تأتي في المبحث القادم.
فقد جاء لفظ الحب في القرآن والسنة لبيان حب الله لعباده المؤمنين وذلك في مثل قوله تعالى: ﴿فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾ [المائدة: ٥٤] (١) . وقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾ [البقرة: ٢٢٢] (٢) وقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ﴾ [الصف: ٤] (٣) .
وفيما أخرجه البخاري بسنده عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: (إن الله قال: «من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه. وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه» . . . . . .) الحديث (٤) .
وأخرج البخاري ومسلم بسنديهما عن عائشة ﵂: «أن النبي ﷺ بعث رجلا على سرية وكان يقرأ لأصحابه في صلاته فيختم بـ " قل هو الله أحد " فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي ﷺ فقال: " سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟ " فسألوه فقال: لأنها صفة الرحمن، وأنا أحب أن أقرأ بها. فقال النبي ﷺ: " أخبروه أن الله يحبه» (٥) .
كما ورد ما يثبت حب المؤمنين لربهم ﷿ وذلك كقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ﴾ [البقرة: ١٦٥] (٦) .