Literary Criticism and Its Modern Schools
النقد الأدبي ومدارسه الحديثة
Publisher
دار الثقافة-بيروت
Edition Number
الأولى
Publisher Location
لبنان
Genres
تلك الهجمات أيضًا ما كتبه أناتول فرانس في نقد برونتيير في كتابه " الحياة الأدبية " La Vie Litteraire حيث يقترح التزام الاتزان والتحفظ اللذين نص عليهما سنت بيف من قبل، فيقول:
إن الطريقة النقدية لا بد؟ نظريًا؟ من أن تشارك العلم ثبوته ما دامت ترتكز إلى العلم نفسه ... ولكن الأمور في هذا الكون متشابكة تشابكًا لا ينفصم، وحلقات السلسلة؟ في أي موضوع منها اختبرته؟ مختلطة متراكمة حتى إن الشيطان نفسه ليعجز عن أن يفك عقدها، ولو كان منطقيًا ... ولا يستطيع أحد أن يتنبأ اليوم؟ مهما يقل؟ بحلول زمان يصبح للنقد فيه دقة العلم اليقيني. ولقد يمكن للمرء أن يعتقد؟ وهو محق في ذلك بأن ذلك الزمان لن يحل أبدًا. ومهما يكن ن شيء فقد كان عظماء الفلاسفة القدماء يتوجون نظمهم الكونية (١) بالكلام في الشعر، وقد أصابوا، لأن من الخير أن نتحدث عن الأشكال والأفكار الجميلة، ولو ظنًا، بدلًا من أن نبقى صامتين إلى الأبد. وفي الكون أشياء قليلة تخضع خضوعًا مطلقًا للعلم، وتدعه يعيد تكوينها أو ينبئ عنها، ولكني على يقين من أن القصيدة أو الشاعر لن يكونا في نطاق تلك الأشياء ... على أن هذه الأشياء حين تقيم بينها وبين العلم سببًا فإنما تصل نفسها بعلم ممتزج بالفن، أعني علمًا قائمًا على قوة البصيرة، مشحونًا بالقلق، قابلًا للزيادة إلى الأبد. ذلك العلم أو بالأحرى ذلك الفن موجود حقًا: إنه الفلسفة والأخلاق والتاريخ والنقد أو بكلمة واحدة إنه قصة الإنسان الجميلة.
ووجد بعض النقاد أنفسهم نهبًا موزعًا في اتجاهين حول هذه المسألة فبينما يهاجم جون مدلتون مري في كتابه " مشكلة الأسلوب "
_________
(١) أبرز مثل على ذلك أرسطوطاليس نفسه، فإن كلامه عن الضشعر أو كتاب " البويطيقا " يجئ في نهاية القائمة حسب الترتيب التقليدي لكتبه.
1 / 31