Literary Criticism and Its Modern Schools
النقد الأدبي ومدارسه الحديثة
Publisher
دار الثقافة-بيروت
Edition Number
الأولى
Publisher Location
لبنان
Genres
" اللاشخصانية " وهو اعتقاد بأن الفن في أساسه نظام محكم الغلق، وأن مقاييس العقيدة أو مضاهاة الحقيقة لا علاقة لها به، وإذا كان دانتي يستند إلى نظام فكري مترابط بينا لا يستند شكسبير إلى ذلك فما ذلك (فيما يعتقد اليوت) إلا " مصادقة لا يقاس عليها ". إن الشاعر " ليصنع " الشعر عضويًا، ودون عقيدة، بالطريقة التي تصنع النحلة بها العسل أو تفرز العنكبوت بها خيوطها " والشعر الأصيل يستطيع أن ينتقل للمتلقي قبل أن يفهم " أو إنه في الواقع لا يفهم أبدًا. وقد يعبر الشاعر عن حال جيله " مصادفة؟ وإن كانت مصادفة غريبة؟ بينا هو في الوقت نفسه يعبر عن حالة من أحواله مغايرة تمامًا " (هنا يتحدث اليوت ضمنًا عن تجربته هو في قصيدة " اليباب ") وهكذا. وقد صاغ اليوت هذه المبادئ في نظرية قريبة الشبه بنظرية رتشاردز عن أن " التوافق " الشعري لحظة قراءة القصيدة منفصل عن مسائل " العقيدة ". وقد تفوق اليوت على رتشاردز حين أضاف إلى نظريته: أن كل ما يختار الشاعر أن يعتقده فإنما يتقرر آليًا " وحينئذ لا يبقى لصحته أو كذبه؟ من إحدى النواحي؟ أثر في شيء، كما أن صحته من الناحية الأخرى تجد لها برهانًا ". وعلى هذا فقد يكون من المقنع المرضي ألا يكون للشاعر اعتقاد في أي شيء بل " يستعمل " أي معتقد يقع في متناول يده (١) .
هذه هي إذن كل الموضوعات التي تطورت وأصبحت تكون نقد اليوت نظرًا وتطبيقًا: (١) " الاتباعية " التي أصبحت تسمى " اتباع السنة " أو " الارثوذكسية ". (٢) " والنظام " الذي أصبح فيما بعد " فكرة المجتمع المسيحي " (٣) والنص على أنواع مفضلة من أدب
(١) لم يتوه المؤلف هنا بهذا الازدواج في شخصية اليوت، فإن اليوت الفنان يرى أن يكون الفنان شخصًا " غير مسؤول " يلبس لكل حالة لبوسها من عقيدة وما أشبه بينما اليوت الناقد يخدم بنقده غايات سياسة ومذهبية رجعية.
1 / 149