140

Literary Criticism and Its Modern Schools

النقد الأدبي ومدارسه الحديثة

Publisher

دار الثقافة-بيروت

Edition Number

الأولى

Publisher Location

لبنان

Genres

الاستعمارية، ثم أخذ يظهر أثر ذلك كله في أدبيهما. ولكنه بعامة غير تاريخي بهذا المعنى إلى درجة تثير الضحك. وحين يقول " أترى الفنون تزدهر أحسن ازدهار في فترة النمو والتوسع أو في حال الانحطاط، مسالة لا أستطيع الإجابة عنها "، فإن كلمة " أحسن ازدهار " هنا مثل على أنه بلغ الغاية في انعدام الحس التاريخي. وإذا وقفنا عند كلمة أضافها اليوت إلى ما تقدم وهي أنه يعجز عن أن يفهم لم يبدو أن المسرحية الشعرية قد ماتت، فقد نقترح أن نتلمس حكماص حاسمًا بين الفريقين المتنازعين ونقول إن اليوت لا يعرف من التاريخ في رأي رانسوم ما يكفيه ليكون ناقدًا تاريخيًا ثابتًا في رأي ولسن.
(٣) وكل من قبل هذه الفكرة عن نظام الشعر الأوروبي (١)، والشعر الإنجليزي وشكلهما فإنه لن يرى أن من قلب الأوضاع أن يعمل الأدب الحاضر في الأدب الماضي أنه ليس من قلب الأوضاع أن يعمل الماضي في الحاضر.
هاهنا عدد من الأفكار الكاشفة عند اليوت فكلمة " النظام " أصبحت " اتباع السنة " وكلمة " الفوضى " أصبحت " محاربة السنة " أو " البدعة "، وفكرة " تغيير " الأدب الماضي أصبحت عملًا نقديًا كاملًا يهدف لمراجعة تاريخ الأدب، لكي ينص على " اتباعيته " وأما مبدأ توجيه الحاضر بالماضي فقد تبلور في صورة رجعيته الدينية والاجتماعية والسياسية.
(٤) دعنا نتقدم إلى تبيان أكثر وضوحًا، يجلو علاقة الشاعر بالماضي،

(١) كان اليوت يقول في مقاله هذا، قبل هذه العبارة، إن التراث الأدبي موجود على نظام معين فإذا أراد أحد أن يضيف إليه شيئًا فلابد من تغيير ولو طفيفًا، وبذلك تتغير العلاقات والنسب والقيم وتتعدل، وهذا هو معنى الانسجام بين القديم والحديث، فمن هذا النظام لا يرى في تبادل التأثير بين الماضي والحاضر أو نقصًا في الذوق أو مجاوزة للمعقول.

1 / 144