199

Al-baḥth al-lughawī ʿinda al-ʿArab

البحث اللغوي عند العرب

Publisher

عالم الكتب

Edition

الثامنة ٢٠٠٣

Genres

وهذا هو المعنى الذي ربما عناه المؤلف تشبيهًا لعمله بالديباج لحسنه١.
ولكن يعكر على هذا التخريج أن تفسير الجيم بالديباج لم يرد في معجم الجيم نفسه.
وهناك احتمال آخر هو أن يكون المؤلف قد بدأ معجمه بالجيم فعلًا، ولكن جاء بعده من أعاد ترتيب الكتاب على الترتيب الهجائي المعروف ويبقى السؤال: لماذا اختار الجيم على هذا الاحتمال؟ الإجابة يلخصها الأستاذ إبراهيم الإبياري محقق الكتاب في قوله:
أ- إما لأنه كره أن يبدأ بالباء أول الحروف لأنه لا بد معها من النص على نقطها حتى لا تلتبس بالتاء والثاء. وهذا يطول العنوان، ولذا بدأ بالجيم الذي لا يلتبس في اسمه بحرف آخر.
ب- أو لأن الجيم أحد حروف خمسة تجمع بين الجهر والشدة٢.
وقد كان أول من نوه بمعجم الجيم وأشار إلى أهميته المستشرق ف. كرنكو ولكنه هو ومن جاء بعده من المستشرقين أخفقوا في تحقيقه.
وفي عام ١٩٦٨ صدرت أول دراسة علمية مفصلة عن المعجم برسالة أعدها فرنر ديم لنيل شهادة الدكتوراه من جامعة لودفيك مكسيميليان في ميونيخ. وترجم بحث فرنر ديم إلى العربية ونشر عام ١٩٨٠. وقد أثبت ديم أن كثيرًا من مادة "الجيم" لم يرد في المعاجم الأخرى، وأن علماء اللغة المتأخرين لم يأخذوا منه إلا قليلًا. كما ذكر أن في الجيم

١ هذه المعلومات مأخوذة من بغية الوعاة - كشف الظنون - الأعلام للزركلي - دلالة الألفاظ للدكتور إبراهيم أنيس "ص ٢٢٣" - محاضرات في علم اللغة للمؤلف "ص ٢٠٧".
وقد ذكرالدكتور عدنان الخطيب أن لأبي عمرو الشيباني معجمًا سماه "الحروف" رتبه على الترتيب الهجائي العادي "المعجم العربي، ص ٢٩".
وراجع ما ذكره في ص ٣٢، ٣٣ كذلك.
٢ مقدمة الجيم ص ٣٨، ٤٠.

1 / 211