Limadha Taakhkhara Muslimun
لماذا تأخر المسلمون؟ ولماذا تقدم غيرهم؟
Genres
والمتنبي يقول:
فلا مجد في الدنيا لمن قل ماله
ولا مال في الدنيا لمن قل مجده
فالمسلمون عز عليهم المال ففقدوه، وعزت عليهم الحياة ففقدوها، وأبى الله إلا تصديق كلام النبي المحوى إليه حيث يقول: «يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على القصاع»، قالوا أومن قلة فينا يومئذ يا رسول الله؟ قال: «لا، ولكنكم غثاء كغثاء السيل يجعل الوهن في قلوبكم وينزع من قلوب أعدائكم، من حبكم الدنيا، وكراهيتكم الموت».
هذا الحديث رواه لي الشيخ محمد بن جعفر الكناني الفاسي - رحمه الله - يوم لقيته في المدينة المنورة منذ خمس وعشرين سنة، ثم قرأته في الكتب، واستشهدت به في مقدمة حاضر العالم الإسلامي، وألفاظه تختلف في رواية عن رواية، فالأستاذ صاحب المنار أمتع الله بطول حياته هو الأدرى بأصح رواياته
9
ومعناه ظاهر وهو: أن المسلمين يأتي عليهم يوم يصيرون فيه مأكلة، وتمتد إليهم الأيدي من كل جهة، فهذا العصر الذي نحن فيه هو ذلك اليوم، وأن المسلمين لا يكون عيبهم يومئذ قلة، الكثرة بنفسها لا تفيد أن تقترن بجودة النوع والكمية التي لا تغني عن الكيفية،
10
وعلة العلل في ضعف المسلمين ذلك اليوم هو الجبن والبخل، صريح ذلك في قوله
صلى الله عليه وسلم : «من حبكم الدنيا وكراهيتكم الموت».
Unknown page