189

Rasāʾil al-Sunna waʾl-Shīʿa li-Rashīd Riḍā

رسائل السنة والشيعة لرشيد رضا

Publisher

دار المنار

Edition

الثانية

Publication Year

١٣٦٦ هـ - ١٩٤٧ م

Publisher Location

القاهرة

Genres

فلم تكد تخرج يديها، فلما استوت قائمة إذ لأثر يديها عثان (١) ساطع في السماء مثل الدخان، فاستقسمت بالأزلام فخرج الذي أكره، فناديتهم بالأمان فوقفوا، فركبت فرسي حتى جئتهم ووقع في نفسي حين لقيت ما لقيت من الحبس عنهم أن سيظهر أمر رسول الله ﷺ فقلت له: إن قومك قد جعلوا فيك الدية.
وأخبرتهم أخبار ما يريد الناس بهم، وعرضت عليهم الزاد والمتاع فلم يرزآني (٢) ولم يسألاني إلا أن قال: «أخفِ عنا» فسألته أن يكتب لي كتاب أمن، فأمر عامر بن فهيرة فكتب في رقعة من أديم ثم مضى رسول الله ﷺ.
(قال ابن شهاب: فأخبرني عروة بن الزبير: أن رسول الله ﷺ لقي الزُّبيرَ في ركب من المسلمين كانوا تجارًا قافلين من الشام فكسا الزبيرُ رسولَ الله ﷺ وأبا بكر ثياب بياض، وسمع المسلمون بالمدينة فخرج رسول الله ﷺ من مكة فكانوا يغدون كل غداة إلى الحرة. فينتظرونه حتى يردهم حر الظهيرة.
فانقلبوا

(١) العثان بالضم: الدخان من غير نار. (ر)
(٢) أي: لم ينقصاني بأخذ شيء مما معي. (ر)

2 / 69