آفة الجهل وضرره في الدنيا والآخرة
أجمع السلف على أن كل من عصى الله ﷿ فهو جاهل، وأن كل من تاب قبل الموت فقد تاب من قريب، ومن تاب بعد الغرغرة، فقد تاب من بعيد لا تقبل توبته.
فكل من عصى الله ﷿ فهو جاهل، غلب الخوف على الأنبياء والعلماء والأولياء، وغلب أمن المكر على الفراعنة الأغبياء والكفرة والعوام والرعاع والطغام، حتى كأنهم قد حوسبوا وفرغ منهم، فلم يخشوا سطوة العقاب، ولا نار العذاب، ولا بعد الحجاب، ﴿نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [الحشر:١٩].
كثير من الناس يظن أن تعلم العلم نافلة من النوافل، فلا يتعلمون حتى القدر الواجب، ولا يتعلمون علم العقيدة، أو فقه العبادات، وكأن العلم نوع من التسلية، وكأن طلب العلم الشرعي هواية من الهوايات.
من الناس من عنده هذه الهواية، ومن الناس من يفقد هذه الهواية، وهذا أيضًا من الجهل، بل أهل القبور يعذبون على جهلهم بالله ﷿ وبدينه.
فإن العبد إذا كان في قبره يسأل عن ربه ﷿، وعن نبيه ﷺ وعن دينه، فإن كان ممن درسوا العلم الواجب وتعرفوا على ربهم ﷿ وعلى دينهم، وعلى رسولهم ﷺ في الدنيا، فإنهم يشهدون أن لا إله إلا الله، ويثبتون الرسالة لنبينا محمد ﷺ، فيقول الملكان: كيف عرفت ذلك؟ فيقول قرأت كتاب الله ﷿ فآمنت به وصدقت.
فالذين لم يعرفوا ربهم ﷿، ولم يعرفوا رسوله ﷺ، تعرفوا على كل شيء إلا دين الله ﷿.
فإن سألتهم عن السيارات، أجابوا بالأنواع المختلفة، وبميزة كل نوع من الأنواع.
وإن سألتهم عن الكاميرات أو (التلفون المحمول)، أو غير ذلك، فإنهم يجيبون إجابات وافية.
وإن سألتهم عن الله ﷿ الذي خلقهم فإنهم لا يعرفون، وإذا سألتهم عن رسوله ﷺ أشرف من وطئت قدماه الأرض فإن الواحد منهم يقول: لا أدري، وإذا سئلوا عن دين الله ﷿ لا يدرون، فعند ذلك تضربهم الملائكة بمطراق لو سقط على جبل لصار ترابًا، وتقول له: لا دريت ولا تليت، أي: لا تكلمت ولا علمت، فتعاقبه الملائكة.
فهؤلاء يعاقبون على جهلهم بالله ﷿، وعلى جهلهم بالرسول ﷺ، وعلى جهلهم بدين الله ﷿، لأن أول واجب على العبد أن يتعرف على الله وعلى رسوله الله ﷺ، وعلى دينه فجهل الناس بالله ﷿ وأنه أهل أن يطاع فلا يعصى، وأن يذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر، وجهلهم بالنبي ﷺ ووجوب محبته واتباع سنته، من أسباب عذابهم في القبور، ويوم البعث والنشور.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الكفر والكافرين، وأعل راية الحق والدين، اللهم من أرادنا والإسلام والمسلمين بعز فاجعل عز الإسلام على يديه، ومن أرادنا والإسلام والمسلمين بكيد فكده يا رب العالمين، ورد كيده في نحره، واجعل تدميره في تدبيره، واجعل الدائرة تدور عليه.
اللهم أعزنا بالإسلام قائمين، وأعزنا بالإسلام قاعدين، ولا تشمت بنا الأعداء والحاسدين، اللهم عليك باليهود الغاصبين، وعليك بالأمريكان الحاقدين، وعليك بمن والاهم من المنافقين والعلمانيين، والذين يشيعون الفواحش في بلاد المسلمين، اللهم أحصهم عددًا، واقتلهم بددًا، ولا تغادر منهم أحدًا.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا أبدًا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا.
اللهم ارفع عن بلاد المسلمين الغلاء والوباء، والربا والزنا، وردهم إليك ردًا جميلًا.
وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا.
27 / 13