معاداة الكافرين والبراءة منهم
الجانب الرابع من منهج دعوة الرسول ﷺ في مكة: معاداة الكافرين والبراءة منهم ولو كانوا أقرب الناس: وهذا أيضًا منهج عملي؛ فلما آمن المسلمون واستجابوا كانوا في مكة يتعاملون مع الكفار المعاملة الضرورية، لكنهم كانوا يبغضونهم، ويعادونهم أشد العداء، ولو كانوا أقرب الناس إليهم؛ لأنهم كفار، ولهذا نجد أن أصحاب النبي ﷺ وهم في مكة كانوا يتعاملون مع أقوامهم المشركين على مقتضى هذا المنهج العملي، فهذا سعد بن أبي وقاص ﵁ وأرضاه قصته مع أمه معروفة، فهل كانت محبته لأمه وبره بها حاجزًا له عن أن يثبت على عقيدته ويستمر عليها؟
الجواب
لا والله! بل إنه ﵁ وأرضاه صبر وصابر مع أن أمه اتخذت معه شتى الوسائل؛ فلا طاعة لمخلوق -ولو كان الوالدين- في معصية الخالق، ولهذا كان أصحاب النبي ﷺ وهم في مكة يعلنون البراءة من المشركين؛ وذلك حينما كانوا يصرخون بـ (لا إله إلا الله، محمد رسول الله).