146

Lessons from Sheikh Abdul Rahman Al-Mahmoud

دروس للشيخ عبد الرحمن المحمود

Genres

الأساس الأول: محبة الرسول ﷺ ولوازمها محبة الرسول ﷺ هي من أعظم أنواع المحبة في الله، وقد فرض الله على العباد جميعًا محبته ﷺ وطاعته، قال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾ [آل عمران:٣١]، وقال رسول الله ﷺ: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين)، فمحبة الرسول ﷺ تابعة لمحبة الله؛ لأن النبي ﷺ هو رسول الله، وله من الحقوق والواجبات ما هي معلومة لدينا جميعًا، ولأن محبته ﷺ متميزة عن محبة بقية المؤمنين؛ ومن ثم وجب تقديم هذه المحبة على النفس وعلى الولد والوالد وعلى الناس أجمعين. ومحبة الرسول ﷺ لها علامات ولها لوازم أشير هنا إشارات مجملة إلى بعضها فأقول: أولها: أعظم علاماتها ولوازمها طاعة الرسول ﷺ، وتقديم طاعته على طاعة غيره. ثانيها: وجوب توقيره واحترامه ﵌. ثالثها: محبته ﷺ محبة تقتضي حبه، وحب سنته، وحب سيرته، وحب أن يكون المؤمن ممن يحشر معه يوم القيامة، وأن يكون ممن يشرب من حوضه، وأن يكون معه ﷺ في الجنة. ولمحبة الرسول الله ﷺ مقتضيات ولوازم كثيرة أعرضت عنها؛ لأن حديثنا هو عن الحب في الله وهو أشمل من ذلك، وقد أُلفت في ذلك كتب تبين مقتضيات محبة الرسول ﵌. وكذلك أشير هنا إشارة إلى أن محبة الرسول ﷺ لها آثار قلبية وعملية في حياة الإنسان، ونقص هذه المحبة تظهر آثاره وعلاماته من خلال أعمال قلب العبد، ومن خلال أعمال جوارحه في الحياة، وتأملوا جميعًا حياة الناس اليوم: هل محبة الرسول ﵌ هي في قلوب الناس كما ينبغي وكما أوجب الله ﵎ وبين الرسول ﵌؟ أقول: إن المتأمل في حال كثير من الناس اليوم يجد نقصًا شديدًا في هذه المحبة للرسول ﷺ، فكم من الناس من يقدم طاعة غيره على طاعته؟! وكم من الناس من يهتم بغيره من الناس، وقد يكون هذا الذي يهتم به من الكفار أو المشركين أو أهل البدع أو أهل الفجور أو غيرهم، ومع ذلك يهتم بهم أكثر مما يهتم برسول الله ﷺ وسيرته وآدابه ونحو ذلك؟! وكم من الناس من إذا عرض عليه الأمر أو الخبر أو النهي من رسول الله ﷺ حاكمه إلى عقله كما يحاكم كلام البشر، ولا يسلم الأمر لله ولا لرسوله ﷺ! والله ﵎ يقول: ﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [النساء:٦٥]، ومن لم يستكمل محبة رسول الله ﷺ كما ينبغي فلابد أن يؤثر ذلك على محبته للمؤمنين جميعًا، وهذه أيها الإخوة! قاعدة مهمة تأملوها في حياتكم وفي حياة الناس جميعًا، كلما كملت المحبة لله وكملت المحبة للرسول ﷺ بلوازمها وعلاماتها؛ فلابد أن يظهر أثر ذلك على محبة المؤمنين في الله ﵎، وكلما نقصت تلك نقصت محبة المؤمنين في الله منها بقدر ذلك النقص.

6 / 12