141

Lessons by Sheikh Yasser Burhami

دروس للشيخ ياسر برهامي

Genres

العاقبة الأخيرة في صراع الحق والباطل وشرط استحقاقها قال ﷿: «فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ» وهذا قسم من الله ﷿، فلام التوكيد ونون التوكيد الثقيلة تدلان على وجود القسم، أقسم الله ﷿ أن يهلك الظالمين، وهو -والله- لابد من أن يقع. قال تعالى: ﴿فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ * وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ﴾ [إبراهيم:١٣ - ١٤]، فالأرض له ﷾، وقد وعد بأن يرثها عباده المؤمنون، كما قال ﷿: ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ * إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ * وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء:١٠٥ - ١٠٧]. وقال ﷾: ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾ [الصافات:١٧١ - ١٧٣]، ولكن لمن يكون ذلك؟ ﴿ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي﴾ [إبراهيم:١٤]، فلابد من أن نخاف الله ﷿ وحده، وخوف مقام الله ﷾ فسر بمعنيين: الأول: خوف مقام الرب بالاطلاع على عبده ثم بالحساب يوم القيامة، فالله ﷾ قائم على كل نفس بما كسبت، ويحاسبهم على ذلك، فإذا خاف العبد مقام الله ﷿ بالاطلاع عليه والمراقبة والمحاسبة استقام وعمل بطاعته. والثاني: «ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي» أي: مقام العبد بين يدي ربه يوم القيامة. والتفسيران متلازمان؛ فإن الاطلاع والمراقبة والمحاسبة تقتضي أن يقف بين يدي الله ﷿، وهذا هو الذي ينبغي أن نخاف منه. وكلا الخوفين واجب، خوف مقام الله وهيبته ورهبته، وخوف وعيده وعقابه وعذابه، ولسنا نقول كما يقول الزنادقة: اللهم إن كنت أعبدك خوفًا من النار فأدخلني فيها. نعوذ بالله، ولكننا نخاف وعيد الله، ولذلك نعمل ليوم لقاء الله ﷾، ونسأل الله أن يرزقنا الخوف منه وحده لا شريك له.

12 / 15