144

Lessons by Sheikh Ibrahim Al-Dweesh

دروس للشيخ إبراهيم الدويش

Genres

الأدعية النبوية عند المرض ولقد زخرت كتب السنة بأنواع من الدعاء تجعل المسلم على صلة بربه، وفي حرز من عدوه يقضى أمره ويكفى همه، في كل مناسبة دعاء في اليقظة والمنام، والحركة والسكون قيامًا وقعودا وعلى الجنوب ابتهال وتضرع في كل ما أهمَّ العبد، وهل إلى غير الله مفر؟ أم هل إلى غيره ملاذ؟ ففي المرض -مثلًا- الأدعية كثيرة والأحاديث مستفيضة، وإليك على سبيل المثال ما أخرج البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها: (أن رسول الله ﷺ كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح عليه بيده رجاء بركتها) . وأخرج البخاري ومسلم -أيضًا- من حديث عائشة أنها قالت: (كان رسول الله ﷺ إذا اشتكى منا إنسان مسحه بيمينه ثم قال: أذهب الباس رب الناس، واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقما) أي: لا يترك سقما. وفي صحيح مسلم وسنن أبي داود وسنن الترمذي عن عثمان بن أبي العاص ﵁: (أنه شكا إلى رسول الله ﷺ وجعًا يجده في جسده منذ أسلم، فقال له ﵌ انظروا إلى رسول الله إلى قدوتنا وحبيبنا يربي أصحابه على الاعتماد واللجاءة إلى الله-: ضع يدك على الذي تألم من جسدك) الإرشاد أولًا إلى الله، التعلق أولًا بالله، لم يرشده أولًا لطبيب حاذق ولا بأس بهذا، لكن التعلق بالله أولًا (ضع يدك على الذي تألم من جسدك، وقل: باسم الله، باسم الله، باسم الله، ثم يقول سبعًا: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر) . وفي رواية: (امسحه بيمينك سبع مرات) وفي رواية قال عثمان: [فقلت ذلك فأذهب الله ما كان بي فلم أزل آمر بها أهلي وغيرهم] . سبحان الله! اسمعوا لحسن الصلة بالله والتوكل على الله: [فلم أزل آمر بها أهلي وغيرهم] . أيها المريض! اعلم أن من أعظم أسباب الشفاء، التداوي بالرقى الشرعية من القرآن والأدعية النبوية؛ ولها أثرًا عجيبًا في شفاء المريض وزوال علته، لكنها تريد قلبًا صادقا وذلًا وخضوعًا لله رددها أنت بلسانك فرقيتك لنفسك أفضل وأنجع، فأنت المريض، وأنت صاحب الحاجة، وأنت المضطر، وليست النائحة الثكلى مثل النائحة المستأجرة، وما حك جلدك مثل ظفرك. فتوكل على الله بصدق، وألح عليه بدون ملل، وأظهر ضعفك وعجزك وحالك وفقرك إليه، وستجد النتيجة العجيبة إن شاء الله، ثقةً بالله. فإلى كل مريض مهما كان مرضه أقول: أخي الحبيب شفاك الله وعافاك! اعلم أن الأمراض من جملة ما يبتلي الله به عباده، والله ﷿ لا يقضي شيئا إلا وفيه الخير والرحمة لعباده، وربما كان مرضك لحكمة خفيت عليك أو خفيت على عقلك البشري الضعيف: ﴿وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ﴾ [البقرة:٢١٦] .

7 / 8