Lawāmiʿ al-Anwār
لوامع الأنوار
Genres
قال شارح النهج: ثم رواه أي أبو نعيم بإسناد آخر، بلفظ آخر، عن أنس بن /137 مالك: ((إن رب العالمين عهد إلي في علي عهدا، أنه راية الهدى، ومنار الإيمان، وإمام أوليائي، ونور جميع من أطاعني؛ إن عليا أميني غدا في القيامة، وصاحب رايتي؛ بيد علي مفاتيح خزائن رحمة ربي)) انتهى.
ورواه ابن الإمام (ع) مختصرا عن محدث الشام الكنجي الشافعي، عن أبي نعيم.
وروى الإمام الحجة، المنصور بالله عبدالله بن حمزة (ع ) في الشافي، أن عمارا رضي الله عنه ، خرج في بعض أيام صفين، والقراء محدقون به، حتى دنا من مقام علي في الصف، فقال: ألا أحدثكم بحديث، سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الواقف يعني عليا (ع) ؟.
قلنا: هات يا أبا اليقظان.
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لهذا: ((ياعلي، إن الله زينك بزينة، لم يزين أهل الدنيا بزينة هي أحب إلى الله منها، وهي زينة الأبرار عند الله: الزهد في الدنيا؛ فجعلك لا تميل إليها ولا تميل إليك، ووهب لك مع ذلك حب المساكين، فجعلهم يرضون بك إماما، وترضى بهم أتباعا؛ فطوبى لمن صدق عليك، وويل لمن كذب عليك؛ فإني أقسم بالله، ليوقفنهم الله موقف الكذابين)).
ثم قال: قاتلوا هذه الراية يعني راية معاوية فوالله، لقد قاتلتها مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ثلاث عشرة مرة بهذه المرة؛ والله، ما هي في هذه المرة بأبرئها من الشرك.
ثم نظر إلى راية علي (ع)، ثم قال: قاتلوا مع هذه الراية؛ فوالله، لقد قاتلت معها اثنتي عشرة مرة، والله، ماهي في هذه المرة بأقلهن برا.
ثم قال الإمام (ع): فهذا كلام عمار، الذي يدور مع الحق أينما
دار، بشهادة الرواة للأخبار، عن النبي المختار صلى الله عليه وآله الأخيار . انتهى.
[أحاديث متنوعة في فضائل علي ومخرجوها]
قال شارح النهج، في سياق أخبار في أمير المؤمنين صلوات الله عليه : الخبر الأول ((ياعلي، إن الله قد زينك بزينة لم يزين العباد بزينة أحب إليه منها، هي زينة الأبرار، الزهد في الدنيا، جعلك لاترزأ من الدنيا شيئا، ولا ترزأ الدنيا منك شيئا، ووهب لك حب المساكين، فجعلك ترضى بهم أتباعا، ويرضون بك إماما)).
Page 138