233

وما في الأرض أشقى من محب

وإن وجد الهوى حلو المذاق

تراه باكيا أبدا حزينا

لخوف تفرق أو لاشتياق

فيبكي إن نأوا شوقا إليهم

ويبكي إن دنوا خوف الفراق

وقال غيره:

لولا مدامع عشاق ولوعتهم

لبان في الناس عز الماء والنار

فكل نار فمن أنفاسهم قدحت

وكل ماء فمن دمع لهم جاري

وقال ذو الرمة:

لعل انحدار الدمع يعقب راحة

من الوجد أو يشفي لحى بلابلا

وقال ابن الرومي في ذكر العلة في تخفيف الهم بالبكاء:

الدمع في العين لا نوم ولا نظر

ولا محالة من معنى له خلقا

ولم أجد ذلك المعنى وحقكما

إلا البكاء إذا ما طارق طرقا

وقال أيضا رحمه الله تعالى:

إبك فمن أنفع ما في البكا

إن البكا للحزن تحليل

Page 238