138

باب ذم الحياء

كان يقال: الحياء يمنع الرزق. وفي أمثال العامة: من استحيا من ابنة عمه يولد له في الآخرة. وقال علي رضي الله عنه: قرنت الهيبة بالخيبة، والحياء بالحرمان. وقال بعض المجربين: استعينوا على قضاء حوائجكم بالوقاحة والإبرام. وقال غيره: هذا زمان نكد عسير ليس الوقح المبرم ينجح فيه، فكيف الحيي المخفف. ويروى: هذا زمان نكد لا ينجح فيه الوقح المتكفف فكيف الحيي المتعفف.

وقال الشاعر:

ليس للحاجات إلا

من له وجه وقاح

ولسان ذو فضول

وغدو ورواح

ومن غير الأصل ما أملاه الشيخ الإمام المقدسي من مسموعاته إلى آخر الباب، وقال أبو القاسم الحريش:

سألت زماني وهو بالجهل عالم

وبالسخف مهتز وبالنقص مختص

فقلت له كيف الطريق إلى الغنى

فقال طريقان الوقاحة والنقص

ومما سمع منه أيضا قال: الوقاحة كالقداحة، بها يستفز اللهب ويشتعل الحطب.

Page 143