Landmarks of Islamic Education Principles through Luqman's Advice to His Son

Abdul Rahman Al-Ansari d. Unknown
38

Landmarks of Islamic Education Principles through Luqman's Advice to His Son

معالم أصول التربية الإسلامية من خلال وصايا لقمان لابنه

Publisher

مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Edition Number

السنة الثامنة والعشرون-١٤١٧هـ

Publication Year

١٤١٨هـ

Genres

فَإِذا وضعت أسس التربية على أساس من التوازن والاعتدال كَمَا أوضحتها النظرة الإسلامية لعتدل الْأَمر وَمَا تحولت الْوَسَائِل إِلَى غايات، وَمَا انحرفت بِنَا الطَّرِيق بَين غلو وتقصير وإفراط وتفريط. والتربية الإِسلامية تهتم بالتركيز على التوازن بَين إشباعات النَّفس ومطالبها وَبَين عفتها وقناعتها، وَهَذَا وَارِد فِي قَوْله تَعَالَى: ﴿وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ ...﴾ الْآيَة١. وسياسة الِاعْتِدَال فِي العملية التربوية إِنَّمَا تتركز على علم النَّفس من الْأَهْوَاء والشهوات، فَإِذا مَالَتْ إِلَى الاغترار عولجت بالتواضع حَتَّى يتم الِاعْتِدَال أَو يتم التوازن، وَإِذا مَالَتْ إِلَى الْهوى كَانَ عالجها الاسْتقَامَة، فَأَي من الْعُيُوب والآفات النفسية إِنَّمَا هِيَ تَمْرَة فجة للتربية الْخَاطِئَة وَالنَّقْص فِي الْأَدَب والأخلاق، وكل شَيْء فِي هَذَا الْوُجُود يسير على هدي من الِاعْتِدَال والتوازن والاتساق والتناسب والتناسق ماعدا الْإِنْسَان. فالإنسان وَإِن كَانَ فِي الأَصْل فِي خلقه على الْفطْرَة السليمة إِلَّا أَنه يبتعد عَن هَذِه الْفطْرَة إِذا افْتقدَ إِلَى التربية الإسلامية الصَّحِيحَة، وَهنا يخلط بَين اشباعاته ومطالبه فَيُطَالب بحقوقه ويتغافل عَن واجباته وَبِذَلِك ينحرف عَن طَرِيق القوامة والاستقامة الَّتِي جعلهَا الله تَعَالَى أساسًا لشريعة الْإِسْلَام ومنهاجه: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾ الْآيَة٢. فالوسط الإسلامي هُوَ التوازن فِي الْفِكر والسلوك والتطبيق٣. من أجل ذَلِك طلب لُقْمَان ابْنه أَن يتوسط فِي مشيته، وَالْمرَاد من ذَلِك أَن تكون مشيته مَا بَين الْإِسْرَاع والبطء أَي لَا تدب دَبِيب المتماوتين ولاتثب وثب الشطار٤.

١ - سُورَة الْإِسْرَاء: آيَة (٢٩) . ٢ - سُورَة الْبَقَرَة: آيَة (١٤٣) . ٣ - حسن الشرقاوي: نَحْو تربية إسلامية ص ١٣٠ - ١٣١. ٤ - الْقُرْطُبِيّ: الْجَامِع لأحكام الْقُرْآن ١٤/٧١.

1 / 462