وأولى منه تجريده من الواو، كقول الشّاعر:
وَقَفْتُ بِرَبْعِ الدَّارِ قَدْ غَيَّر الْبِلَى ... مَعَارِفَهَا وَالسَّارِيَاتُ الْهَوَاطِلُ١
فإنْ كانت الجملة اسميّة٢ فلا بُدَّ فيها من رابط؛ إمَّا عائد٣، وإمّا واو الحال، كقوله تعالى: ﴿فَلاَ تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ ٤؛
١ هذا بيتٌ من الطّويل، وهو للنّابغة الذّبيانيّ.
و(الرّبع): المنزل. و(البلى): من بليَ الثوبُ إذا خَلَق. و(معارفها): ما كان متعارَفًا منها. و(السّارِيَات): جمع ساريَة؛ وهي: السّحابة الّتي تأتي ليلًا. و(الهواطل): جمع هاطلة، من الهطل؛ وهو: تتابُع المطر وسَيَلانُه.
والشّاهد فيه: (قد غيّر البِلَى) حيث وقع حالًا وهو ماضٍ مقرون بـ (قد) دون (الواو)؛ وهو قليلٌ بالنّسبة إلى مجيئه بهما، وأقلّ منهما تجريده منهما.
يُنظر هذا البيتُ في: شرح عمدة الحافظ ١/٤٥٢، وشرح التّسهيل ٢/٣٧٢، وابن النّاظم٣٤٢، وشفاء العليل ٢/٥٤٩، والمقاصد النّحويّة ٣/٢٠٣، والأشمونيّ ٢/١٩٠، والدّيوان ٨٧.
٢ فإنْ لم تكن مؤكّدة؛ فالأكثر مجيئها بالواو مع الضّمير ودونه؛ فالأوّل كالآية الّتي ذكرها الشّارح، والثّاني كقوله تعالى: ﴿كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنَ المُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ﴾ [الأنفال: ٥] .
يُنظر: ابن النّاظم ٣٤٢.
٣ العائد هو: الضّمير الّذي يعود على صاحب الحال.
٤ من الآية: ٢٢ من سورة البقرة.