تحنو علي وترعى غيبتي أبدا
على الليالي بنات العم والخال
يرضين علمي وجهلي لا يضقن به
ذرعا ويحمدن إكثاري وإقلالي
ويغتبطن بإجمالي يشدن به
قد يكون ضئيلا شأن إجمالي
لا زلتما تشهدان العيش متسقا
والدهر في حدب منه وإقبال
توثقت صلتي بعد ذلك بعمي عزيز وكنت كثيرا ما أكلمه في أسيوط بالتليفون، وبدأت صلتي أيضا بزوجتي، صلة من نوع آخر غير صلة القرابة، فأنا طبعا أعرفها منذ وعينا الحياة، وأنا وهي بحكم القرابة ولكن هذه الآصرة الجديدة التي بدأت كانت من ذلك النوع الذي يعرفه تاريخ البشرية، والتي كانت سببا في بقاء هذه البشرية على قيد الحياة.
وحبا في هذه النبضات الجديدة التي بدأ قلبي ينبضها عرضت على عمي عزيز أن أشرف على طبع روايته العباسة، وفي المطبعة رأيت شخصا توثقت به بعد ذلك، وكنت حين رأيته أول مرة وكنت أعرفه؛ لأنه كان أصبح حينذاك قصاصا مشهورا، ولم أكن بعد مشهورا، ولهذا خجلت أن أكلمه في المطبعة، إنه المرحوم الأخ الحبيب الإنسان الملاك يوسف السباعي، وأصبحت بعد ذلك مسئولا عن طبع روايات عزيز باشا، وقد مثلت روايته العباسة أمام الملك في ذلك الحين وأحب أن ينعم عليه برتبة الباشوية في دار الأوبرا، ولكن النقراشي باشا الذي كان رئيسا للوزراء ووزيرا للداخلية رجا الملك ألا يفعل؛ لأن عزيز باشا لم يكن في ذلك الحين أقدم المديرين، ولم يكن أقدم منه إلا شمس الدين عبد الغفار الذي نال الباشاوية فيما بعد، وحين حاول الملك أن يفهم النقراشي باشا أنه يمنحه الباشاوية كشاعر وليس كمدير لأسيوط، ألح النقراشي باشا في الرجاء، فكان هذا خيرا لعزيز باشا دبرته له السماء، فقد أقام الملك حفل تكريم خاص لعزيز باشا وجميع الممثلين في المسرحية والمخرج ولجنة القراءة والإداريين، وفي هذا الحفل أنعم الملك بالباشاوية على عزيز باشا.
Unknown page