على أنه كان القياس في هذه الشين المبدلة من كاف المخاطبة أن تحذف، لكنها أجريت في الوصل مجرى حالة الوقف، قال ابن جني في «سر الصناعة»: ومن العرب من يبدل كاف المؤنث في الوقف شينا حرصا على البيان؛ لأن الكسرة الدالة على التأنيث فيها تخفى في الوقف، فاحتاطوا للبيان بأن أبدلوها شينا فقالوا: عليش، ومنش، ومررت بش، وتحذف في الوصل. ومنهم من يجري الوصل مجرى الوقف فيبدل فيه أيضا، وأنشدوا للمجنون:
فعيناش عيناها وجيدش جيدها
البيت. ا.ه.
قال «القالي» في «شرح اللباب»: «وإنما سميت هذه اللغة - أعني إلحاق الشين بالكاف - الكشكشة؛ لاجتماع الكاف والشين فيها، وإنما كسرت الكافان في لفظ «الكشكشة»؛ لحكاية الكسر لكون الكاف للمؤنث. ومنهم من يفتحهما على حد قولهم في التعبير عن «بسم الله» بالبسملة، وكذلك الكسكسة بالوجهين.» انتهى.
وقد ذكر في آخر شرح هذا الشاهد أن المبرد في «الكامل»، وأبا علي القالي في «ذيل الأمالي» روياه:
فعيناك عيناها وجيدك جيدها
ولكن عظم الساق منك رقيق
على أن الأصل من غير إبدال.
وفي شرحه على «شواهد شرح الرضي على الشافية» ص477 ذكر للبيت الأول، وهو قوله: «تضحك مني أن رأتني أحترش ...» إلخ، إلا أنه لم يطل في شرحه وأحال على «الخزانة».
وفي «ما يعول عليه في المضاف والمضاف إليه» للمحبي، في باب الكاف: كشكشة تميم هي إبدالهم الشين من كاف الخطاب مع المؤنث، فيقولون: أبوش وأمش، وربما زادوا بعد الكاف شينا في الوقف فقالوا: مررت بكش، كما تفعل بكر.
Unknown page