Laali Saniyya Fi Tahani Sultaniyya
اللآلئ السنية في التهاني السلطانية
Genres
تفضلت حضرة صاحبة العظمة والعصمة السلطانة فشملت برعايتها اللجنة المؤلفة من العقيلات المصريات والإنكليزيات لإعانة الأسرى العثمانيين، وجمع المال لهم بالاكتتاب من المتبرعين المحسنين، وقد تبرعت عظمتها أجزل الله لها الأجر والثواب بمئتين وخمسين جنيها من مالها لتصرف في هذا السبيل. •••
ثم إن عظمته فاضت مكارمها على خدمة المساجد بهبات أنطقتهم بالشكران والدعاء بطول بقاء عظمته، فإنه تبرع أيده الله لخدمة مسجد سيدنا الحسين بمبلغ 30 جنيها، و20 جنيها لخدمة مسجد السيدة نفيسة، و30 جنيها لخدمة مسجد الرفاعي، و20 جنيها لخدمة مسجد عابدين، ولخدمة المساجد الأخرى التي أدى عظمته فيها صلاة الجمعة مما لم يسبق له نظير فيما مضى من الزمان. وأما هبات عظمته لأهل العلم فإني سأذكرها في الفصل الذي خصصته لزيارة مولانا السلطان لمعاهد العلم.
السلطان في المعاهد العلمية
كانت فاتحة أعمال عظمة مولانا السلطان زيارة المعاهد العلمية، وكانت أحاديثه الأولى عن سلطنته العزيزة الحث على العلم، وكانت مساعيه الأولى في خير البلاد وخدمتها نشر العلم حتى يكون مجانا لجميع أبناء الأمة وحتى يكون إجباريا فلا يهمل والد ولده بلا علم، والأمم تسود وتثري وترقى وتستقل بالعلم.
والعلم يحيي قلوب الميتين كما
تحيا البلاد إذا ما مسها المطر
فعظمة مولانا السلطان أيده الله وضع نصب عينيه منذ جلوسه على أريكة السلطنة الاهتمام بشؤون رعاياه وتوفير أسباب سعادتهم وتحريرهم من عبودية الجهل وإنارة أبصارهم بنور العلم والعرفان حتى يسيروا في طريق النور والسائر في النور لا يضل. إن الأمم الناهضة تحتاج في فجر نهضتها إلى قائد خبير ومرشد صالح يسدد خطواتها حتى لا تعثر في سيرها، ومن فضل الله على هذه البلاد أن قيض لها عظمة مولانا السلطان الكامل حسين الأول الذي يبذل كل مجهوداته لرفع شأن الأمة والسير بها في طريق النجاح والفلاح حتى تبلغ ذروة المجد وليس ذلك بعزيز على همة عظمته.
وقد وجدت إتماما للفائدة وإظهارا لفضل عظمة مولانا السلطان أن أذكر زياراته المعاهد العلمية حتى تكون شاهدا عدلا ناطقا على ما لعظمته من الأثار المأثورة والأعمال المبرورة والمساعي المشكورة التي ستؤول إن شاء الله إلى تقدم مصر وأهلها في معارج الرقي والفلاح. (1) في الأزهر الشريف
ركب عظمة السلطان صباح الاثنين الموافق 24 ربيع الأول سنة 1333 / 8 فبراير سنة 1915 من سراي عابدين في موكب رسمي فخم، وركب إلى يساره حضرة صاحب العطوفة رشدي باشا رئيس الوزراء، وتبعت العربة السلطانية العربات التي تقل أصحاب السعادة والعزة سعيد ذو الفقار باشا ومحمود شكري باشا واللواء إسماعيل مختار باشا حتى وصل إلى الأزهر الشريف. فأدت لعظمته التحية ثلة من الجند بقيادة حضرة عزتلو القائمقام أحمد بك حمدي سيف النصر مساعد الحكمدار، وحافظ علي النظام في داخل الأزهر بوليس السراي بقيادة حضرة اليوزباشي مصطفى أفندي أنور كجوك معاون بوليسها. واستقبل عظمته حضرة صاحب العزة عباس بك الدرمللي وحسن بك عفيفي من رجال التشريفات.
ولما نزل عظمته من العربة استقبله حضرات أصحاب الفضيلة والسعادة أعضاء المجلس العالي للأزهر يتقدمهم الشيخ سليم البشري وإسماعيل صدقي باشا وزير الأوقاف وحسن بك صبري المستشار القضائي والشيخ محمد حسنين مخلوف مدير المعاهد الدينية والشيخ البسيوني والشيخ سليمان العبد والشيخ محمد بخيت المفتي وعبد الغني بك شاكر سكرتير المعاهد الدينية ثم حضرات أعضاء مجلس إدارة الأزهر.
Unknown page