وقد طبع لانجلس
Langlés
هذه الرحلة سنة (1811)، ثم نشرها رينو
Reinaud
مع ترجمة فرنسية سنة (1845).
ومما جاء في وصف هذه الرحلة العبارات الآتية: «وذكر سليمان التاجر أن بخانفو، وهو مجتمع التجار، رجلا مسلما يوليه صاحب الصين الحكم بين المسلمين الذين يقصدون إلى تلك الناحية يتوخى ملك الصين ذلك، وإذا كان في العيد صلى بالمسلمين وخطب، ودعا لسلطان المسلمين،
228
وأن التجار العراقيين لا ينكرون من ولايته شيئا من أحكامه وعمله بالحق، وبما في كتاب الله - عز وجل - وأحكام الإسلام. فأما المواضع التي يردونها ويرقون إليها فذكروا أن أكثر السفن الصينية تحمل من سيراف، وأن المتاع يحمل من البصرة وعمان وغيرها إلى سيراف، فيعبى في السفن الصينية بسيراف وذلك لكثرة الأمواج في هذا البحر وقلة الماء في مواضع منه. والمسافة بين البصرة وسيراف في الماء مائة وعشرون فرسخا، فإذا عبى المتاع بسيراف استعذبوا منها الماء وخطفوا - وهذه لفظة يستعملها أهل البحر يعني يقلعون - إلى موضع يقال له: مسقط وهو آخر عمل عمان، والمسافة من سيراف إليه نحو مائتي فرسخ.»
229
ويصف سليمان بعد ذلك المحطات المختلفة التي تقف فيها السفن في طريقها إلى الصين، ويبدأ الكلام عن «أخبار بلاد الهند والصين أيضا وملوكها». ويحدثنا «أن أهل الهند والصين مجمعون على أن ملوك الدنيا المعدودين أربعة»: فأول من يعدون من الأربعة ملك العرب، وهو عندهم إجماع لا اختلاف بينهم فيه أنه أعظم الملوك، وأكثرهم مالا وأبهاهم جمالا (كذا)، وأنه ملك الدين الكبير الذي ليس فوقه شيء، ويعد ملك الصين نفسه بعد ملك العرب!
Unknown page