Kulumb Wa Calam Jadid
كولومب والعالم الجديد: تاريخ اكتشاف أميركا
Genres
فدعا كولومب يوم 19 مايو سنة 1506 كاتبا شرعيا في قاعة حقيرة بإحدى الفنادق الصغيرة، فأعاد له قراءة وصيته قبل وفاته. ثم دعي قس لكي يعده لاستقبال السيد - له المجد - للمرة الأخيرة، ولكي يرى وجها لوجه ذلك الذي أعانه وعزاه في ضيقاته وكروبه، وصروفه وخطوبه. وكان حول كولومب في تلك الساعة الرهيبة أبناؤه وبعض أقاربه وأصدقائه راكعين مصغين إلى آخر وصاياه ونصائحه الذهبية. وكانت السلاسل التي حملها بأمر ذلك العاتي اللئيم «بوباديلا» معلقة في الحائط ليس من ستار يحجبها عن نظره، ولا من غطاء يمنعه من رؤيتها، وكان ينظر إليها بتأمل غريب؛ لأنها كانت كل ما كوفئ به على سطح هذه الدنيا الدنية، وكانت آلة شهادته وعنوان فخره الأزلي وفضله الدائم الذكر. ثم بعدما ارتدى ثياب القديس فرانسوا التي كان يلبسها دائما تحت اللباس العسكري، لمس السلاسل الحديدية وطلب أن توضع مع جثته في التابوت. وبعد ذلك رقد رقادا هادئا، وأسلم روحه، وله تمام الثقة بمن حمل اسمه من مشارق الأرض إلى مغاربها. وكان موته ليلة الصعود في التاسع عشر من مايو سنة 1506 ميلادية، فكأن السيد - له المجد - أراد أن يحتضنه صباح الصعود ويشركه في موكبه الحافل. هكذا مات كولمب، هكذا مات مذيع سر الكرة الأرضية. (انتهى)
تقاريظ
وردت إلينا التقاريظ العديدة من بعض الأساتذة الفضلاء، والأصدقاء النجباء. فاقتصرنا على نشر ما يأتي مع الشكر الكثير لحضراتهم، ونلتمس من أصحاب التقاريظ الأخرى معذرة في عدم نشرها وذلك لضيق المقام.
قال حضرة العلامة الفاضل والأستاذ العامل محمد أفندي علي المنياوي مدرس اللغة العربية والإنشاء بمدرسة المعلمين التوفيقية:
حمدا لمن تفرد بالبقاء، وقضى على غيره بالفناء، وصلاة وسلاما على من حمدت سيرته، وعلى من صدقت في محبته سريرته. وبعد، فإن التاريخ ديوان الأخبار، وسجل تسطر فيه الآثار؛ ليكون كمرآة تمثل أعمال من سلف، لمن يكون بعدهم من الخلف، وحسبك ما قيل:
تلك آثارنا تدل علينا
فانظروا بعدنا إلى الآثار
ولذا كان أعظم باعث على التحلي بالفضائل، وأقوى رادع في التخلي عن الرذائل. وقد تفنن في الترغيب فيه مؤلفوه، وتنوع في طرق الإقبال عليه مصنفوه، حتى مثلوا بعضه بهيئة روايات؛ ليكون أدعى إلى الرغبات. من ذلك كتاب «كولمب والعالم الجديد»، الذي لرقة عبارته أخذ بمجامع القلوب، ولفوائد مباحثه كان أجل مطلوب. وقد احتفل بوضعه وتعريبه حضرة الفاضل الأديب، والكاتب الأريب نجيب أفندي المندراوي الذي أحكم أسلوبه العربي حتى حسن عند قارئه وقعه، وكثر لدى مطالعه نفعه. أكثر الله من أمثال هذا الفاضل النجيب، ومنحه من نجاح العمل أوفر نصيب.
محمد علي المنياوي
وقال حضرة الفاضل الكامل، والرياضي البارع، عبد الواحد أفندي حمدي:
Unknown page