أجابها: «اسمي توم، وقد اعتاد الأطفال الصغار في كنتاكي أن ينادوني بالعم توم.» «إذن سأناديك بالعم توم؛ لأنني أحبك. إلى أين أنت ذاهب أيها العم توم؟» «لا أعرف سيدة إيفا.» «لا تعرف؟» «ما اسم سيدتي الصغيرة؟» «لا سيدة إيفا؛ لكنني سأباع إلى أحدهم، ولا أعرفه.»
قالت الفتاة بينما قفزت من مكانها وصفقت بيدها: «سيشتريك أبي، ينبغي له أن يشتريك؛ سأطلب منه ذلك الآن. وستكون حينها عمي توم.» ثم قفزت واستدارت لتجري بعيدا، لكنها توقفت حين رأت الدموع في عيني توم الصادقتين فقالت: «لن تبكي أبدا إذا ما اشتراك أبي. وداعا حتى أعود إليك مرة أخرى.»
نظر توم إلى يده السوداء الكبيرة التي لامست فستانها الأبيض.
وهمس قائلا: «ليبارك الرب ذلك الحمل الصغير. ليباركها الرب.»
توقف المركب عند قطعة أرض صغيرة لكي يتم تحميله بالقطن وساعد توم في وضع الحمولة في مكانها؛ حيث وجد أنه قوي ويمكن الاعتماد عليه، وقد عينه سيده ليحل محل أحد أعضاء طاقم المركب الذي أصابه التعب. كان توم يقف على السطح السفلي بينما كان المركب يتحرك، ولمع أمامه شيء أبيض ثم وقع في الماء.
صاح أحدهم: «ابنة سانت كلير!» وفي اللحظة التالية كان توم في الماء، وقد حال بين الطفلة وبين العجلة في مؤخرة السفينة التي كانت ستسحق الفتاة الصغيرة وتمكن من الإمساك بها بذراعه القوية حين ارتفعت إلى سطح الماء. امتدت مئات الأيادي لتتلقف الفتاة الصغيرة التي رفعها إليهم توم، وفي غضون لحظات كانت آمنة بين يدي والدها وتسأل عن توم. قالت الفتاة: «كنت سأطلب منك أن تشتريه ليكون رفيقي في اللعب حين سقطت في الماء. ستشتريه لي يا أبي، أليس كذلك؟» ونظرت بثقة إلى والدها وهي بين ذراعيه فأجابها والدها: «أجل يا صغيرتي، إذا كانت هذه رغبتك. بالطبع سأفعل. هل ستلعبين به باستخدام صندوق الألعاب أم ستمتطينه كالحصان؟»
فهمست له: «إنه صديقي يا أبي.»
ضحك السيد سانت كلير وقال: «صديقك؟ حسنا حسنا، ترى ماذا سيكون قول والدتك في هذا الشأن؟ لكن أراهن أنه سيكون صديقا مخلصا. لن أنسى أبدا أنه أنقذ حياة صغيرتي اليوم.»
مرت الأيام وشارفت الرحلة الطويلة على النهاية حين وجد السيد سانت كلير ذات صباح أن توم يجلس بين بالات القطن مع إيفا وهي تستمع له يقص عليها قصة الأرنب الماكر والأرنبة القطنية الذيل.
قال توم: «كانا يعيشان في بقعة خلف كوخي، وذات ليلة - أنت تدركين أن هذه الحكايات غير حقيقية يا سيدتي، أليس كذلك؟ - بلى، أكمل، أكمل أيها العم توم! - حسنا، كنت أجلس هناك ورأيت تلك الأرنبة الصغيرة ذات الذيل القطني وهي تركض هنا وهناك، فناديت عليها وقلت: «كيف حالك سيدة أرنبة؟ هل أنت وأهلك بخير؟» ثم قفزت باتجاهي ثلاث قفزات، وجلست تنتظر وهي تحدق بي وكأنها تتفحص وجهي، ثم قفزت ثلاث قفزات أخرى وقالت: «أوه، العم توم، لقد آذى السيد أرنب نفسه بأن وقع في أحد الفخاخ التي نصبها سيدك، وليس لدي أدوية له في منزلي.»
Unknown page