231

ووقال الشيخ في الباب التاسع والثمانين ومائتين ما نصه: روينا عن الشيخ أبي مدين إمام الجماعة رضي الله عنه أنه كان يقول: يدخل السعداء الجنة بفضل الله والأشقياء النار بعدل الله وكل منهم ينزل في داره بالأعمال وويخلد فيها بالنيات التي مات مصرا عليها بمعنى أنه لو مات وهو مؤمن عازم اعلى ارتكاب ذنب سنة مثلا خلد في النار قدر سنة أو وهو عازم على عدم التوبة منه إلى أن يموت خلد في النار قدر عمره وكل ذلك إن شاء الله تعانى ام إن شاء غير ذلك فعفوه أوسع والله تعالى أعلم، غير أن الذي وصل إلى علمنا أطول الناس مكثأ في جهنم من عصاة الموحدين من يمكث نحو اخمسين ألف سنة ولعله كان يفرض أنه لو عاش إلى القدر المذكور لبقي على امعصيته إلا أن يعتقد أن أحدا يريد منهم على ذلك أبدا لا بنص. قال: وهوا كشف صحيح وكلام حر عليه حشمة انتهى اقال الشيخ محيي الدين رحمه الله : وأصناف أهل الجنة أربع : الأول: الأنبياء والرسل. والثاني : أتباعهم بشرط أن يكونوا على بصيرة وبينة من ابهم وهم الأولياء والعلماء والعاملون. الثالث: المؤمنون أي المصدقون ابالأنبياء وبما جاءوا به من الشرائع . الرابع: العلماء بتوحيد الله من أنه لا إله إلا هو بالأدلة العقلية. قال: ومقام كل صنف متميز عن الآخر هناك بالنزول اوان كان نازلا في الدرجة بالعلو إن كان عاليا ولا حسد بين الأدنى والأعلى اهناك بخلاف الدنيا. قال: وإذا وقع التجلي الإلهي للرؤية ويكونون جلوسا اعلى مراتبهم فالأنبياء على المنابر والأولياء على الأسرة والعلماء بالله على الكراسي، والمؤمنون المقلدون في توحيدهم على مراتب وذلك الجلوس كل ه اكون في جنة عدن على الكثيب الأبيض. قال: وأما من كان موحدا من اطريق النظر في الأدلة فيكون جالسا على الأرض وإنما نزل على هذا عن الرتبة التي للمقلد في التوحيد لأنه يطرقه الشبه من تعارض الأدلة والمقالات في الله وصفاته فمن كان تقليده جزما هو أوثق إيمانا ممن يؤخذ توحيده من النظر في دلالة يؤولها. قال: كان ضيافة أهل الجنة زيادة كبد الحوت إذا اخلوها بشرى لأهل الجنة ببقاء الحياة لهم فيها لأن الحوت حيوان بحري امأي من عنصر الحياة المناسب للجنة بخلاف ضيافة أهل النار تكون بطحال

Unknown page