226

فقط دون الباطنة لأن الأعمال الباطنة لا تدخل الميزان المحسوس أبدا لكن اليقام فيها العدل وهي الميزان الحكمي المعنوي فمحسوس لمحسوس ومعنى المعنى يقابل كل بمثله. قال: وآخر ما يوضع في الميزان الحمد لله ولهذا وردا ااوالحمد لله تملا الميزان" قال : وإنما لم تكن لا إله إلا الله تملا الميزان كالحمد لله لأن كل عمل من أعمال الخير يقابله عمل آخر من جنسه ليجعل الهذا الخير في موازنته ولا يقابل لا إله إلا الله إلا الشرك ولا يجتمع توحيد وشرك في ميزان واحد من الخلق أبدا، بخلاف غير الشرك من سائ المعاصي فإن الإنسان إن كان يقول: لا إله إلا الله معتقدا لها فما أشرك وإن اشرك فما اعتقد لا إله إلا الله، فلما لم يصح الجمع بينهما لم تدخل لا إل ه إلا الله الميزان لعدم ما يعادلها في الكفة الأخرى.

اقال: وأما صاحب السجلات فإنما دخلت لا إله إلا الله ميزانه لأنه كان يقول: لا إله إلا الله معتقدا لها لكنه لم يعمل معها خيرا قط إنما عمل معها اييات فتوضع لا إله إلا الله في مقابلة التسعة وتسعين سجلا من السيئات فترجح كفة لا إله إلا الله بالجميع وتطيش السجلات فلم ينقل مع اسم الل ه ايء فإذا فرغ الناس من الموازين وقفت الحفظة بأيديهم الكتب التي كتبوها في الدنيا من أعمال المكلفين وأقوالهم ليس فيها شيء من اعتقادات قلوبهم إلا ما شهدوا به على أنفسهم بما تلفظوا به من ذلك، فعلقوها في أعناقهم ايديهم فمنهم من يأخذ كتابه بيمينه ومنهم من يأخذه بشماله ومنهم من يأخذ امن وراء ظهره وهم الذين نبذوا الكتاب وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا اوليس أولئك إلا الأئمة المضلين الضلال الذين ضلوا وأضلوا.

اقال: واعلم أن الذي يعطى كتابه بيمينه هو المؤمن وأما الذي يعطى كتابه بشماله فهو المنافق لأن المشرك لا كتاب له يقرأ ولذلك يقول الله عز ووجل للمنافق: {أقرأ ككبك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا)) [الإسراء: 14] وقد اعقب الله عز وجل الذي يأخذ كتابه بشماله بقوله: { إنه كان لا يؤمن لالله الظير* [الحاقة: 33] فسلب عنه الإيمان دون الإسلام، لأنه كان منقادا السلام في ظاهره ليحفظ أهله ودمه وماله وهو في باطنه إما مشرك أو معطل أ متكبر أو كافر بخلاف الإيمان فإنه من أعمال القلوب لا يطلع عليه أحد.

232

Unknown page