الجماعة فاستحق الامامة والتقدم، وما بايعه من بايعه سدى وما تخلف عن ابيعته إلا من جهل منه السر الذي وقر في صدره أو من كان في محل نظر من اذ لك أو متأولا وذلك أن رسول الله شهد له في حياته بفضله على الجماعة بالسر الذي وقر في صدره ولم يظهر حكم ذلك السر إلا يوم مات سول الله ة، وأصل ثبات أبي بكر وصوله إلى مقام شهد فيه أن موت سول الله حق وأنه محل لجريان أحكام الربوبية عليه وهناك تجرد أبو اكر بقلبه إلى جانب الحق، وتوكل على الله وحده؛ ولما علم رسول الله أن أبا بكر قلبه مع الله بالاعتماد عليه وحده دون غيره وأنه صار يترقب لما الوحي الله به إليه على لسان رسول الله في كل خطاب سمعه منه قال في حقه ما قال قلت: ومن هنا جعل القوم حال أبي بكر المذكور ميزانا لكمال المريد وأأه متى صار يرى شيخه محلا لجريان الأقدار وأن الأمر كله لله وصار لا اتأثر لفقد شيخه إذا فقد بموت أو سفر بعيد كل ذلك التأثر فقد كمل حاله وواستحق الفطام؛ وأطال في ذلك . وتقدم في الباب الثالث وثلاثمائة الكلام اعلى حكمة ترتيب ولاية الخلفاء الأربعة فراجعه.
وقال فيه: من قال : إن الحق تعالى يحل في الصورة فهو أعمى البصر ووالبصيرة لأن غاية الناس مرتبة الإحسان ثم الإيقان المشار إليها بقوله: "اعبد اله كأنك تراه" . فتمثله في خيالنا مرئيا ولم يحجر الشارع علينا إلا أن نجعل امعبودنا محسوسا كالأصنام لا أن نتخيله صورة فإن الشارع يعلم أن من مرتبته الخيال أن يجد ويصور ما ليس بجسد ولا صورة، وهذا من رحمة الله بنا الي وسعت كل شيء ومن شك في قولنا فليتخيل الحق في حال مناجاته في الصلاة خلفه كما هو أمامه فإنه لا يقدر هذا حكم الوهم وأما من حيث الإيمان بالله، فإنه تعالى لا يتحيز وليس هو في جهة فاعلم ذلك.
وقال: لما سحر رسول الله ، كان يخيل إليه أنه يأتي نساءه وهو لم اأتهن فأتاهن في الخيال ولم يأتهن في الحس ومن هنا قالوا إن السحر له وجه إلى الحق ووجه إلى الباطل إذ هو مشتق من السحر الذي هو اختلاط الضوء والظلمة من غير تخلص لأحد الجانبين، قال : ومن أراد إبطال السحر
Unknown page