56

Khulasat Athar

خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر

Publisher

دار صادر

Publisher Location

بيروت

(نأى بِالصبرِ لما بَان عني ... وخلفني سمير الفرقدين) (فليت الركب قد وقفُوا قَلِيلا ... على العشاق يَوْم نوى الْحُسَيْن) وَله من مقطوعاته قَوْله (طِفْل من الْعَرَب أحوى ... خدن الصِّبَا والبطالة) (بدا بِوَجْه كبدر ... فِي جيده الطوق هاله) وَله مقتبسا فِي مليح فَقير الْحَال (تصد وَكم تصدى مِنْك كف ... لمن لم يدر قدرك يَا مفدى) (وصدك عَن أولى أدب وَأما ... من اسْتغنى فَأَنت لَهُ تصدى) وَله قَوْله (أسأَل الرَّحْمَن ذَا الْفضل ... لَهُ الْعَرْش رَبِّي) (حسن نظم الأرجاني ... ثمَّ حَظّ المتنبي) وَقَالَ مؤرخا أَيَّام ولَايَة الشريف نامي بن عبد الْمطلب (تَأمل لدنياك الَّتِي بصروفها ... أبادت على ملك توطد سامي) (بدا فأضا ثمَّ اعْتدى الْحق فانقضي ... فمده نامي مثل مُدَّة نامي) قلت ونامي هَذَا ولي شرافة مَكَّة بالتغلب وَلم يقم إِلَّا مِقْدَار عدد حُرُوف اسْمه مائَة يَوْم وَيَوْم وشنق عصر يَوْم الْجُمُعَة الْخَامِس من ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَألف وَسَتَأْتِي تَرْجَمته وواقعته مفصلة وَله (أَلا لَا تصحبن لمن تَعَالَى ... وَلَا تبد الوداد لمن جفاكا) (وَلَا تَرَ للرِّجَال عَلَيْك حَقًا ... إِذا هم لم يرَوا لَك مثل ذاكا) وَله (كم ذَا أغمض عَيْني ثمَّ أفتحها ... والدهر مَا زَالَ وَالدُّنْيَا بحالتها) (فليت شعري مَا معنى مقالتهم ... مَا بَين غمضة عين وانتباهتها) وَله مضمنا (وظبي رماني عَن قسى حواجب ... بأسهم لحظ جرحها فِي الْهوى غنم) (على نَفسه فليبك من ضَاعَ عمره ... وَلَيْسَ لَهُ مِنْهَا نصيب وَلَا سهم) قلت وشعره كَمَا رَأَيْت إِلَى الْإِحْسَان أقرب فَمَا أدرى أَي شَيْء أبعده وَلَيْسَ الدَّاعِي إِلَى مَا قَالَه ابْن مَعْصُوم إِلَّا التحامل وَالْغَرَض وَنحن نَنْظُر إِلَى الْجَوْهَر ونترك الْعرض وَبِالْجُمْلَةِ فَإِنَّهُ أَكثر المكيين شعرًا وَكَانَ مطلعا على أَمْثَال وأخبار كَثِيرَة وَرَأَيْت بِخَطِّهِ مجاميع كَثِيرَة تدل على وفرة معلوماته وَكَانَ أدباء الْحجاز دَائِما يداعبونه ويمازحونه وَسبب خمول قدره فِيمَا بَينهم كَون أَبِيه مَمْلُوكا وَمِمَّا يستظرف فِي هَذَا المعرض

1 / 56