Khilāṣat al-athar fī aʿyān al-qarn al-ḥādī ʿashar
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر
Publisher
دار صادر
Publisher Location
بيروت
إِلَى سَيِّدي يُوسُف العجمي انتساب وَكَانَ فِي وقته مرجع النَّاس للتلقي والاستفادة وَكَانَ لَهُ الْيَد الطولي فِي غَالب الْعُلُوم وَله تحريرات كَثِيرَة مِنْهَا الْأَجْوِبَة عَن الأسئلة لِابْنِ عبد السَّلَام فِي التَّفْسِير وَله تَفْسِير بعض الْمفصل من السُّور وَغير ذَلِك من الرسائل فِي التَّفْسِير كتب على متن التَّهْذِيب فِي الْمنطق ونظم عقيدة لَهَا حسن أسلوب لَكِن عباراتها مغلقة وَشرع فِي اخْتِصَار الْمَوَاهِب فَكتب قِطْعَة وَمَات وَلم يكمله وَله قصائد ومقاطيع وَقد تَرْجَمته فِي كتابي النفحة فَقلت فِي وَصفه لست أَدْرِي مَاذَا أَقُول فِيمَن ورث الْمجد خلفا عَن سلف وعجزت عَن أَوْصَافه الألسن وَمَا هجس لَهَا فِي الْمُبَالغَة سرف فَلَو أدْرك زمن النُّبُوَّة نزلت آي الْقُرْآن بشواهد علاهُ أَو لحق الصّديق لقَالَ هَذَا وارثي لاسواه فَهُوَ إِمَام التَّفْسِير والْحَدِيث الراقي علو الْإِسْنَاد مِنْهُ فِي الْقَدِيم والْحَدِيث بل الْعلم فِي كل علم بِلَا خلاف الَّذِي إِذا كشف عَن المعضلات كَانَ نعم الْكَشَّاف فعطا رد تلميذ أفادته وَالْمُشْتَرِي مُشْتَرِي سعادته فَلَو أدْرك التَّفْتَازَانِيّ لقيل أدْركهُ السعد أَو السَّيِّد لحصل على أمْنِيته من غير وعد وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ خَاتِمَة الْمُحَقِّقين وإنسان عين المدققين وَكَانَ من الْأَدَب فِي سنامه وكاهله تحوم الآراء حول موارده فترتوي من مناهله وَله نظم ونثر كَمَا انتظمت الأزهار بعد مَا انتثرت عَلَيْهَا دراري الأمطار فَمن نظمه قَوْله
(وَإِنِّي لصب فِي القوافي ومدحها ... ويبلغ بِي حد السرُور بليغها)
(وَأطيب أوقاتي من الدَّهْر لَيْلَة ... تريغ القوافي خاطري وأريغها)
(وَكم بلغت بِي همتي بعد غَايَة ... يعز على الشعرى العبور بُلُوغهَا)
(فَمَا سرني إِلَّا كَلَام أسيغه ... بمسمع واع أَو معَان أصوغها)
وَقَوله
(مَاذَا تَقُولِينَ فِيمَن شفه سقم ... من فرط حبك حَتَّى صَار حيرانًا)
(قد لَاذَ فِي الْحبّ حَتَّى صَار مكتئبا ... والعشق أضرم فِيهِ الْيَوْم نيرانا)
(هَل يشتفي مِنْك بالثغر الرَّحِيق إِذا ... أَو تتركيه على الأدنان ندمانا)
وَكتب إِلَى بعض وزراء مصر
(يَا أَيهَا الْمولى الْوَزير من لَهُ ... من حللن من الزَّمَان وثاقي)
(من شَاكر عني يَديك فإنني ... من عظم مَا أوليت ضَاقَ نطاقي)
(منن تخف على يَديك وَإِنَّمَا ... ثقلت مواهبها على الْأَعْنَاق)
وَله فِيمَن اسْمه بدر
1 / 235