Khilāṣat al-athar fī aʿyān al-qarn al-ḥādī ʿashar
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر
Publisher
دار صادر
Publisher Location
بيروت
سَيْفا وَله جَمِيع مَا مَعَه من المَال وَإِن لم يفعل جوزي بالعقاب الشَّديد فَكَانَ جَوَابه أَن هَذِه كلمة لَا تقال وَمن وَقع فِي مثل هَذَا فعثرته لَا تقال ثمَّ بَادر إِلَى إكرام ابْن سَيْفا أَزِيد مِمَّا كَانَ عَلَيْهِ وأهداه خيولًا وَغير ذَلِك وَكَانَ من خطابه لَهُ لَو كَانَ لي مَال لقدمته إِلَيْك وَلَكِن عِنْدِي خُيُول وفيهَا جواد لم يعل ظَهره أحد بعد أبي فَهُوَ لَك مني هَدِيَّة وَأقَام ابْن سَيْفا عِنْده أَيَّامًا إِلَى أَن راسل عَسْكَر الشَّام بِأَن يقدموا عَلَيْهِ حَتَّى يَأْتِي مَعَهم إِلَى دمشق وَلما وردوا تجهز مَعَهم وأتى من طَرِيق حوران إِلَى دمشق وَتَمام قصَّته نذكرها إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي تَرْجَمته فِي حرف الْبَاء وَكَانَت وَفَاة الْأَمِير أَحْمد سنة سبع وَخمسين وَألف وَقد قَارب الثَّمَانِينَ وَقد ولي الْحُكُومَة بعده ابْنه زين وَكَانَ شجاعًا عَاقِلا حَلِيمًا ثمَّ ولي بعده أَخُوهُ مُحَمَّد وَكَانَ جوادًا سمح الْكَفّ ممدحًا توفّي لَيْلَة السبت سَابِع عشري جُمَادَى الثَّانِيَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَألف وَدفن بجينين وَقَامَ من بعده ابْن أَخِيه زين الْمَذْكُور وَصَالح ثمَّ يُوسُف بن عَليّ بن عمتهم إِلَى سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَألف فَخرجت الْحُكُومَة عَنْهُم ووليها أَحْمد باشا الترزي وتصرفت فِيهَا السلطنة إِلَى يَوْمنَا هَذَا واللجون موضعان الأول مَدِينَة بالأردن قديمَة وَهِي قَرْيَة يسكنهَا بعض أنَاس قَلَائِل حُكيَ أَن إِبْرَاهِيم الْخَلِيل ﵇ سكن هَذِه الْمَدِينَة وَمَعَهُ غنم لَهُ وَكَانَت الْمَدِينَة قَليلَة المَاء فَسَأَلُوهُ أَن يرتحل عَنْهُم لقلَّة المَاء فَضرب بعصاه على صَخْرَة هُنَاكَ فَخرج مِنْهَا مَاء كثير حَتَّى عَم أهل الْبَلَد ببركته والصخرة بَاقِيَة إِلَى وقتنا هَذَا وَالثَّانِي منزل فِي طَرِيق الْمَدِينَة قرب البلقا وَالله أعلم
مولَايَ أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد الشَّيْخ أَبُو الْعَبَّاس الْمَنْصُور بن الْخَلِيفَة الْمهْدي ابْن أبي عبد الله الْقَائِم بِأَمْر الله الشريف الحسني ملك مراكش وفاس السُّلْطَان الْعَالم الأديب كَانَ من أَمر جده الشَّيْخ أَنه كَانَ فِي بداية أمره من أهل الْعلم وَكَانَ مُجْتَهدا فِي تَحْصِيل الكمالات فَاطلع على شَيْء من الجفر وَرَأى أَن طالعه يُوَافق الْملك فَصَارَ قَاضِيا فِي نواحي السوس من ديار الغرب ثمَّ وثب على بني حَفْص المنتسبين إِلَى عمر بن الْخطاب ﵁ فَلم يزل يقاتلهم حَتَّى ملك دِيَارهمْ وَعَفا من السلطنة آثَارهم وَقتل كثيرا من الْعلمَاء وَمن جملَة من قتل الشَّيْخ الزقاق وَكَانَ يَقُول من قتل سوسيًا كَانَ كمن قتل مجوسيًا فَلَمَّا مسكه قَالَ لَهُ أَنْت زق الضلال فَقَالَ لَهُ لَا وَالله بل أَنا زق الْعلم وَالْهِدَايَة فَجعل عَلَيْهِ هَذَا الْكَلَام حجَّة وَبِه قَتله وَاسْتمرّ يؤسس قَوَاعِد ملكه إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَتِسْعمِائَة وَقَامَ بِالْأَمر بعده
1 / 222