Khulasat Athar
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر
Publisher
دار صادر
Publisher Location
بيروت
(فاقتطف الطّرف وُرُود الحيا ... إِذْ عز فِي ذَلِك قطف الْيَدَيْنِ)
(وجئته أهْدى لَهُ من يَدي ... عَن ناظري عَن خَدّه وردتين)
(واحتجب الْخَال فعوضته ... نقط زباد عوض الشامتين)
(وَقلت للقلب الشجي قرطه ... ذَا ملك يحكم فِي الْخَافِقين)
وَله غير ذَلِك وَكَانَت وَفَاته فِي عشرى القعدى أَو حادي عشريه سنة أَربع عشرَة بعد الْألف وَقد تجَاوز الثَّمَانِينَ وَقَالَ أَبُو بكر الْعمريّ الْمُقدم ذكره فِي تَارِيخ مَوته
(مَاتَ العناياتي شمس الخجى ... وَالْمَوْت طبعا بالعناياتي)
(قَالَ لِسَان الْحَال من بعده ... تَارِيخه مَاتَ العناياتي)
وَرَآهُ بعض فضلاء دمشق فِي مَنَامه بعد وَفَاته فَقَالَ لَهُ قل لي مَا فعل الله بك فأنشده بَيْتَيْنِ وأفاق الرجل وَهُوَ حافظهما وهما قَوْله
(كلوني للرحيم وخلفوني ... طريحًا أرتجي عَفْو الْكَرِيم)
(لِأَنِّي عَاجز عبد حقير ... وَإِن الله ذُو فضل عَظِيم)
قلت وَوَقع مثل هَذَا كثيرا ويعجبني لَهُ فِي بَابه مَا نَقله ابْن خلكان قَالَ رَأَيْت فِي بعض المجاميع قَالَ الْوَزير أَبُو الْقَاسِم بن المغربي رَأَيْت الْخَطِيب بن نباتة فِي الْمَنَام بعد مَوته فَقلت لَهُ مَا فعل الله بك قَالَ وَقع لي رقْعَة بالأحمر
(قد كَانَ أَمن لَك من قبل ذَا ... وَالْيَوْم أضحى لَك أمنان)
(والصفح لَا يحسن عَن محسن ... وَإِنَّمَا يحسن عَن جاني)
والعناياتي نِسْبَة إِلَى أَبِيه أبي العنايات هَكَذَا ذكره البوريني رحمهمَا الله تَعَالَى
أَحْمد بن أَحْمد بن أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد أقيت ابْن عمر بن عَليّ بن يحيى بن كذالة بن مكي بن نيق بن لف بن يحيى بن تشت بن تنفر بن حيراي بن النجر بن نصر بن أبي بكر بن عمر الصنهاجي الماسي السوداني يعرف بَابا صَاحب كتاب الديباج قد ترْجم نَفسه فِي آخِره فَقَالَ مولدِي كَمَا وجدته بِخَط وَالِدي لَيْلَة الْأَحَد الْحَادِي وَالْعِشْرين من ذِي الْحجَّة ختام عَام ثَلَاث وَسِتِّينَ وَتِسْعمِائَة ونشأت فِي طلب الْعلم فَحفِظت بعض الْأُمَّهَات وقرأت النَّحْو على عمي أبي بكر الشَّيْخ الصَّالح وَالتَّفْسِير والْحَدِيث وَالْفِقْه وَالْأُصُول والعربية وَالْبَيَان والتصوف وَغَيرهَا على شَيخنَا الْعَلامَة مُحَمَّد يفيع ولازمته سِنِين وقرأت عَلَيْهِ جَمِيع مَا تقدم عني فِي ترجمتي وَأخذت عَن وَالِدي الحَدِيث سَمَاعا والمنطق وقرأت الرسَالَة ومقامات الحريري تفقهًا على غَيرهم
1 / 170